قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس اليوم الثلاثاء، إنه عندما يسمع عبارة "الأمن الإنساني"، يتراءى إلى ذهنه أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، ولا يتمتعون بالأمن على الإطلاق، ويبحثون عن الحماية من الجوع، والمرض، والقصف الإسرائيلي المتواصل.

جاء ذلك خلال إحاطة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن اجتماع بعد ظهر اليوم حول موضوع "الأمن الإنساني". ورأى غوتيريس أن لا شيء يمكن أن يبرر ما حصل في 7 أكتوبرولكن لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني في غزة، لافتاً إلى أن "الغارات الجوية الإسرائيلية المدمرة التي قتلت موظفي "المطبخ المركزي العالمي" أمس الاثنين، رفعت عدد عمال الإغاثة الذين قتلوا في هذا الصراع إلى 196، بما في ذلك 171 من موظفينا. وهذا أمر غير معقول، ولكنه نتيجة حتمية للطريقة التي تدار بها الحرب".

وشدد جوتيريس على أن ذلك "يبرهن مرة أخرى الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما طالب مجلس الأمن في قراره الذي اتخذه الأسبوع الماضي، ويجب تنفيذ القرار دون تأخير".

تحديات يواجهها العالم

ثم تحدث عن تحديات خطيرة للغاية يواجهها العالم. وأشار إلى "الصراعات، وحالة الطوارئ المناخية، وأزمة تكاليف المعيشة العالمية، لتعكس مسار عقود من مكاسب التنمية (التي تم تحقيقها). تكافح العديد من البلدان لتنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة. وتؤدي الانقسامات العميقة وتزايد عدم المساواة إلى شعور الناس المتزايد بالقلق وحتى الخوف"، وفق قوله.

وتوقف عند مستويات غلاء المعيشة العالمية، والتي قد تكون أعلى من أي وقت مضى. وأشار إلى استفتاءات مفادها أن "ستة من كل سبعة أشخاص حول العالم، أفادوا بأنهم يشعرون بعدم الأمان. وهذا يغذي وباءً عالمياً من المعلومات الخاطئة والمضللة، والذي بدوره يقوض الثقة في المؤسسات ويزيد عدم الاستقرار. ويتعين علينا أن نغير المسار، ونعيد بناء الثقة، ونجمع الناس حول حلول مشتركة".

وأشار جوتيريس إلى دعوته لعقد "قمة المستقبل في سبتمبر/أيلول لتحديث وتعزيز أطرنا المتعددة الأطراف التي عفا عليها الزمن، حتى تتماشى مع الوضع اليوم، وتكون قادرة على التعامل مع التحديات التي يواجهها العالم"، مضيفاً: "تهدف التغييرات التي نقترحها على هذه الأطر العالمية، إلى تعزيز الأمن البشري من خلال إعادة تنشيط خطة عام 2030، وأهداف التنمية المستدامة، والاستثمار في الوقاية والقدرة على الصمود، وحماية مناخنا وكوكبنا، وإعادة بناء العدالة والثقة من خلال عقد اجتماعي متجدد".

واستدرك قائلاً إن "الحلول العالمية في حدّ ذاتها ليست كافية. إن مفهوم الأمن البشري، مع تركيزه على الناس والوقاية، له دور مهم يلعبه في تعزيز الروابط على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، وخلق الزخم لمعالجة تحدياتنا المشتركة".

وختم بالحديث عن أن "الأمن البشري قد أثبت قيمته كإطار للتركيز على دعم الناس للعيش بكرامة، متحررين من العوز والخوف. ويمكن أن يساعد في تسريع التقدم نحو خطة عام 2030، ومنع ظهور الأزمات المستقبلية، وتحقيق الأمل الذي يحتاجه الناس". وأضاف: "إنني أحث جميع البلدان على استخدام أداة الأمن البشري المهمة لمعالجة الأزمات المتعددة الطبقات اليوم، ودمج رؤيتها في جهودنا للاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل".