• غزة انتصرت ليس بمعيار كسر عظم المحتل بل بعدد النقاط
  • الانتصارات لا تقاس فقط بكثرة التضحيات بل بتحقيق الأهداف

أجمع العديد من الكاتب والمحللين على أنّ توقيع اتفاقية التهدئة بين المقاومة الفلسطينية من جانب وحكومة الاحتلال من جانب آخر، تظهر بأنّ الأولى هي من صنعت النصر وظهرت بموقف المنتصر، وأنّ حماس أجبرت الاحتلال على الرضوخ رغم تبجحه وقادته في إطلاق تهديدات كبيرة لم يتحقق منها سوى مشهد الإبادة والقتل للأبرياء.

الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أكد أن الصفقة انتصار لغزة ومقاومتها وبكل مكوناتها وأن الاحتلال أجبر عليها، رغم التبجح طوال الأشهر الماضية وتهديداته التي لم تتوقف، وكل من يتعامى عن رؤية النصر في غزة ويحاول الإنكار بالتركيز على الخسائر، ويقلب الحقائق فهو لن يغير من الحقيقة شيء.

وأردف: “كلنا نألم بشدة للتضحيات العظيمة من أهلنا في غزة، ولكن ورغم ان غزة خسرت ودُمرت وفقدت عشرات الآلاف لكنها لم تركع ولم تستسلم”.

وأردف: “كلنا نألم بشدة للتضحيات العظيمة من أهلنا في غزة، ولكن ورغم ان غزة خسرت ودُمرت وفقدت عشرات الآلاف المقاومة في غزة خذلها العرب والمسلمين، وفقدت داعمها (محور المقاومة) بضربات الاحتلال، ومن ثم تم قصف غزة وتدميرها والقتل بعشرات الآلاف بأسلوب إجرامي غير مسبوق، ومع ذلك صمدت ولم تستسلم وفرضت شروطها، وبعد ذلك ألا يعتبر هذا نصرا؟”.

ووجه العنبتاوي تحيته إلى أهل غزة قائلا: “كل التحايا لأهلنا في غزة فقد تفوقتم على أيوب صبرا، وملأتم الأرض عزة وكرامة، رحم الله شهدائكم، وشفى جرحاكم ولتعد غزة العزة أفضل من السابق بسواعد أبنائها والحريصين عليها”.

ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي خالد مناع إن “غزة انتصرت ليس بمعيار كسر عظم المحتل، بل بعدد النقاط، فالاحتلال فشل فشلا ذريعا بإنهاء المقاومة واستعادة المختطفين عسكريا، وفقد قوة الردع وهيبته تبخترت، وبات مفضوحا إعلاميا وسيلاحق قادته كمجرمي حرب “.

كما رأى معالي أن “إصرار المقاومة على ابرام صفقة أسري وإخضاع دولة الاحتلال هو نصر آخر وإنجاز كبير يسجل لها، بعد أن كان نتنياهو يرفض الفكرة ويتوعد ويتهدد باستعادة جميع الاسرى بالقوة العسكرية”.

ونبه معالي على أن الانتصارات لا تقاس فقط بكثرة التضحيات، بل بتحقيق الأهداف، وأن كثيرا من الدول عبر التاريخ القريب والبعيد قدمت تضحيات بالآلاف والملايين من القتلى في سبيل حريتها ولم يعب أحد عليها ذلك لأن تلك التضحيات كانت وقود النصر”.

الكاتب والمحلل السياسي نجيب مفارجة أكد أن هذا الاتفاق نصر للمقاومة كونه هو ذاته الذي طرح قبل 8 أشهر على نتنياهو ورفضه، واليوم يقبل به مرغما، الأمر الذي أثار زوبعة من ردات الفعل في المجتمع الإسرائيلي الذين باتو يتهمونه بالأضرار بدولتهم وسببا في مقتل العديد من الاسرى لدى المقاومة”.

الظروف التي ساقت الى هذا الاتفاق أولها العامل الميداني وما جرى في الشمال بالأيام العشرين الأخيرة والخسائر الفادحة التي وقعت في صفوف الجنود هناك بسبب قوة باس المقاومة لهي أكبر دليل بان ما يتحكم بالمعادلة ومن صنع النهاية هي المقاومة.

وخلّف العدوان أكثر من 157 ألفا و200 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، نجاح جهود الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، ويتضمن وقفا للعمليات العسكرية، وانسحاب جيش الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة وفتح معبر رفح وتعزيز دخول المساعدات عبره.

ويشمل الاتفاق في مرحلته الأولى الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات”.

قدس برس