نظّمت الجماعة الإسلامية في باكستان "مسيرة مليونية من أجل غزة" في العاصمة إسلام آباد، احتجاجًا على الجرائم الصهيونية المدعومة ماليًا وعسكريًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
هدفت المسيرة إلى التعبير عن التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في غزة، والتنديد الشديد بالمجازر والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني، تحت غطاء وصمت دولي مستنكر، ودعم أمريكي مباشر.
تأتي هذه المسيرة ضمن سلسلة من التحركات المتواصلة التي تقوم بها الجماعة دعمًا للقضية الفلسطينية.
وفي وقت سابق، التقى وفد من الجماعة برئاسة الشيخ حافظ نعيم الرحمن أمير الجماعة، برئيس وزراء باكستان شهباز شريف، حيث سلّمه مذكرة رسمية باسم الشعب الباكستاني، طالبت باتخاذ موقف عملي وموحد مع حكومات الدول المتضامنة، بهدف حماية المدنيين في غزة.
وأكدت المذكرة على ضرورة اعتماد خطة تحرك مشتركة لتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والإنساني للشعب الفلسطيني، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه وفقًا للقانون الدولي.
خلال مشاركته في "المسيرة المليونية للتضامن مع غزة"، أعلن أمير الجماعة الإسلامية حافظ نعيم الرحمن عن إضراب شامل في جميع أنحاء باكستان يوم 26 أبريل.
وطالب في كلمته الحكومة الباكستانية بفتح مكتب لحركة "حماس" داخل البلاد، معتبرًا ذلك دعمًا مشروعًا لمقاومة الاحتلال، وقال: إن حركة حماس هي حركة مقاومة مشروعة تقاتل قوات الاحتلال، في ظل ما وصفه بـ"إبادة جماعية تُرتكب في غزة بغطاء أمريكي".
وتطرّق إلى المخططات الصهيونية لبناء ما يسمى "هيكل سليمان"، منتقدًا تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الرافضة لوقف الحرب، مشيرًا إلى أن الضغط على الولايات المتحدة هو السبيل الوحيد لإجبار الاحتلال على التراجع.
وأكد أن الإضراب المرتقب سيكون بمثابة "جهاد سلمي" لإظهار وحدة الشعب الباكستاني في مناصرة غزة، وهاجم القيادة الباكستانية، متهمًا إياها بالرضوخ للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وقال: "حكامنا عبيد، ولهذا لا يقاتلون من أجل فلسطين أو كشمير".
كما وجّه تحذيرًا شديد اللهجة إلى من يسعى لتطبيع العلاقات مع الاحتلال، قائلًا: "من يمدّ يده لإسرائيل سيُمحى"، معتبرًا أن الجهاد بات فرضًا على الحكومات والجيوش الإسلامية، داعيًا الشعوب إلى مواصلة المقاومة من خلال مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ودعم الفلسطينيين بطرق سلمية، محذرًا من عودة الاحتجاجات إذا لم يتحرك القادة.
جاءت مسيرة غزة في إسلام آباد امتدادًا لسلسلة من مسيرات التضامن الحاشدة التي نظّمتها الجماعة الإسلامية في مدن كبرى مثل لاهور وكراتشي وملتان، تعبيرًا عن الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية.
وفي تطور لافت، أعلنت الجماعة – عقب مشاورات مع النقابات واتحادات التجار وقياداتهم – عن دعوة لإضراب عام يشمل جميع أنحاء البلاد في السادس والعشرين من أبريل الجاري.