عبد الله المجالي
اليوم يعبر الكيان بالنار عن أهدافه في سورية، وهو إن كان يغلفها بحماية الدروز، إلا أن أهدافه أكبر من ذلك بكثير، وهي ضمان عدم قيام سورية مستقرة وآمنة وموحدة، ومن ثم تفتيتها إلى دويلات تحكمها الأقليات تكون مرتبطة بالكيان.
المشروع الصهيوني في سورية بات واضح المعالم، وقد عبر عنه وزير مالية الكيان الذي قال بصراحة إن عمليات الكيان لن تنتهي في سورية إلا بعد تفكيكها. وقبله صرح وزير خارجية الكيان عما أسماه تحالف الأقليات.
الحكومة السورية تقف عاجزة عن مواجهة اعتداءات الكيان، فقد تم تدمير كل قدرات الجيش السوري الجوية وكذا كل أنظمة الدفاع الجوي، وباتت سماؤها مكشوفة تماما لطيران العدو يسرح فيها ويمرح، وإن كان البعض يقول إن الأمور لم تختلف كثيرا عما كان عليه في عهد نظام الأسد البائد، والاختلاف فقط في طبيعة الأهداف، حيث كانت في السابق تستهدف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، واليوم تستهدف الحكومة السورية ذاتها.
وإذا كان المشروع الصهيوني واضحا في سورية، فنأمل أن يكون المشروع العربي واضحا أيضا؛ فالمواقف العربية تشير إلى أن العرب يتفقون مع مشروع الحكومة السورية القائم على سورية موحدة ومستقرة وفاعلة في محيطها العربي، وهذا يتفق أيضا مع الموقف التركي في سورية الذي يركز على موضوع وحدة أراضي سورية، فهل يمكن أن نرى تعاونا عربيا تركيا لدعم ومساندة الحكومة السورية ومشروعها؟ أم ستنجح مساعي الكيان في دق إسفين بين الموقفين العربي والتركي وترك الحكومة السورية الجديدة لتواجه مصيرها؟
لا شك أن لتركيا مصالح كبيرة في سورية، وقد باتت الآن لاعبا رئيسيا هناك، ولا شك أن للعرب مصالح كبرى في سورية؛ خصوصا الأردن ودول الخليج. واللحظة التاريخية المصيرية التي تمر بها سورية تعتمد بشكل كبير على التوافق العربي التركي، خصوصا أن الموقفين يقفان على ذات الأسس؛ سورية مستقرة وموحدة ولكل أبنائها. ولا شك أن الحكومة السورية ستكون أسعد ما تكون إذا كان هناك توافق عربي تركي في سورية، فهذا هو المدخل الرئيسي لمواجهة المشروع والمطامع الصهيونية.
المصدر: السبيل