https://ikhwanonline.com/article/266140
الثلاثاء ١٣ محرّم ١٤٤٧ هـ - 8 يوليو 2025 م - الساعة 01:21 م
إخوان أونلاين - الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمون
أبناء وبنات

العيد وتوجيه الأبناء للخير.. اغتنموا الفرصة!

العيد وتوجيه الأبناء للخير.. اغتنموا الفرصة!
الخميس 5 يونيو 2025 10:05 م
تحقيق: زهراء علي

ما من مناسبة تمر على الأسرة المسلمة إلا وهي فرصة لبذر القيم لدى الأبناء والإضافة إلى رصيدهم الأخلاقي والمعرفي، وعيد الأضحى هو عيد المسلمين الأكبر، وفيه الكثير من العبر والدروس التي لا بد أن يعيها الآباء والمربون جيدًا قبل أن ينقلوها للأبناء.

 

لذا التقينا مع عددٍ من الداعيات والمهتمات بشئون الأسرة ليرسمن لنا خطةً واضحةً يستطيع  المربون السير عليها لاغتنام فرصة العيد لتوجيه الأبناء لعمل الخير.

 

في البداية توضح الداعية نجاة إسماعيل أن الآباء هم المسئولون عن تثقيف أولادهم دينيًّا؛ لأنه من المؤسف حالة الجهل الدينية السائدة حاليًّا، فهناك أطفال لا يعرفون (لماذا يُذبح خروف العيد).

 

وتقول إن هناك عدة أساليب تربوية لزيادة الوعي الثقافي لدى الأبناء، وعلى رأسها قيام الوالدين بسرد قصة سيدنا إبراهيم واستخلاص الدروس منها؛ مثل شكل العلاقة بين الأب وابنه، وكيفية انصياع إسماعيل للأمر فكان بمثابة (أمر رباني لأب رباني ولطفل رباني)، وكذلك قيام الأولاد بعمل نموذج مجسم لخروف العيد.

 

وتضيف أنه لا بد أن تأخذ الصدقه شكلاً جديًّا وأساسيًّا في هذه الأيام، وتكون بأنواع مختلفة، ففي اليوم الأول يتصدق الطفل بجزءٍ من مصروفه ثم بجزءٍ من طعامه ثم بجزء من ملابسه، وهكذا.

 

وتوصي بعمل مجسم للكعبة وإعطاء الأولاد ملابس الإحرام والقيام بالطواف حولها، فذلك يساعد على الإحساس بالموقف ورفع الروح الإيمانية، وكذلك تعليمهم مناسك الحج، موضحةً ضرورة مساعدة الآباء أبناءهم في كافة الأعمال وفعلها أمامهم حتى يطابق القول الفعل، فعلى الوالدين حث أبنائهم على صلة الرحم والأولى من كانت بينهم قطيعة.

 

وتوضح أنه لا بد من التهيئة العامة لجو المنزل لاستقبال العيد فهو ليس للأكل فقط، بل هو تصدق وعيادة المريض، فعلى الآباء أن يأخذوا أولادهم لزيارة الملاجئ أو المستشفيات وإعطاؤهم الهدايا، فالعيد مشاركه وإدخال السرور على قلب المسلم.

 

مع الجيران

وترى أيضًا أنه لا بد من تخصيص ساعة على الأقل لزيارة الجيران والاطمئنان عليهم، ومن الممكن أن يقوم الأولاد بعمل بطاقات تهنئة وتوزيعها عليهم، وكذلك إرسال طعام صباح يوم العيد مع الأولاد.

 

وتعتبر أن المجلة فكرة رائعة في تشويق الأطفال وجذب انتباههم، ، ومن الممكن عمل مسابقات وتقديم الهدايا لهم.

 

استعد واستمد

وترى الداعية كريمة عبد الغني أنه علينا البدء بالعلم لقوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ (محمد: من الآية 19)، ومن حكم ابن عطاء الله (مَن استعدَّ استمد)، فمن المهم الإعداد للأمر قبل بدايته، ولا بد من توسيع مفهوم العبادة عن معناها التقليدي فحسن العلاقة والمعاملة هي من العبادات وليست الصوم والصلاة فقط، مضيفةً أنه من الممكن أن نرسل الأولاد إلى المكتبة لإحضار الملصقات والكروت، ونبعث بهدايا للجيران كنوعٍ من تحسين العلاقة وتذكيرهم بفضل هذه الأيام، وكذلك تشجيع الأطفال على رسم لوحات وتعليقها داخل العمارة، والقيام بالعديد من الأنشطة من خلال الإذاعة المدرسية أو الإذاعة المسجدية.

 

وتضيف: أما الشباب فعليهم عمل مصادقات وتوعية أصدقائهم سواء في المساجد أو الأندية لرفع الوعي لديهم وإمدادهم بما يعينهم على الفهم السليم، وعلى الأسر القيام بحفلات عامة وأمسيات للأسر والأقارب والجيران فيها تذكير بقيمة هذه الأيام والعمل الصالح فيها وعمل حفلات استقبال للحجاج بعد عودتهم.

 

وتوضح أن الأناشيد في مثل هذه الحفلات لها تأثير كبير، فهذه هي (المشاركة الإعلامية) المطلوبة للتعريف بمثل هذه الأيام.

 

وخلال أيام العيد يستطيع الآباء رسم البسمة والسرور على وجوه أطفالهم من خلال عدة وسائل ترى عبد الغني أن أهمها مشاركة الأطفال آباءهم في صلاة العيد وتوزيع أكياس الحلوى على ذويهم من الأطفال، وحبذا لو ساهم الأطفال الصغار في اجتذاب جيرانهم من الأطفال الذين لم يعتادوا صلاة العيد مثلاً ببعض الهدايا التي تُوزَّع بعد صلاة العيد.

 

وترى ضرورة مشاركة الصغار للكبار عند ذبح الأضحية، فهي وإن كانت تدخل السرور على قلب الطفل فهي أيضًا تعوده على هذا النسك، وهذه السنة التي تكتب له بها حسنات كثيرة، كذلك إذا رغب الأبناء في المشاركة في تجهيز أماكن مصلى العيد فلا يمنعهم الآباء من هذا السلوك الطيب الذي يُسعد الأبناء ويُشعرهم بالمسئولية.

 

وتضيف: ولا تنسى الأم أن يشاركها أطفالها في تقطيع اللحم ووضعه في الأكياس وتوزيعه على الأقارب والفقراء، ولكي لا تكون زيارات الأهل والأقارب همًّا ثقيلاً على الأبناء الذي يفضل بعضهم التنزه في الأماكن العامة عن زيارة الأهل تنصح كريمة عبد الغني الأم بإعداد مسابقات أو حفلة ترفيهية تُلقى فيها الأناشيد الدينية، وتُقدَّم فيها الهدايا الرمزية البسيطة، وهذا من شأنه إضفاء السعادة على جوه أطفالنا.

 

فرحة وعبرة

وترى فاطمة محمد (استشاري رياض أطفال) أنه من الأمور العملية للأطفال عمل زينة لها علاقة بالعيد بها صورة للخروف؛ حيث يكون هناك رمز مرتبط بهذه الأيام في الشارع، وكذلك المسجد، ومن الممكن توزيع عيدية أو حلويات في المسجد عقب صلاة العيد، ويقوم الأطفال بذلك، وتؤكد أنه لا بد أن يعتاد الأطفال على السنن يوم العيد كالإفطار بعد الصلاة والمشاركة في كافة طقوس هذا اليوم.

 

وتضيف أن من واجب الآباء تذكرة الأطفال بإخوانهم الذين لا يستطيعون أن يعيدوا مثلهم فلا بد من التصدق لهم مع الأهل، ولكن شرط ألا يكونوا أقل من ست سنوات حتى يدركوا هذا الأمر، وينبغي المشاركة في ذبح الأضحية، ولكن لا تقل أعمارهم عن ست سنوات حتى لا يؤثر عليهم سلبًا فهم لا يستطيعون فهم هذا التصرف في مثل سنهم.

 

فرحة الأبناء

وتتساءل مرفت محمد (استشاري اجتماعي): لماذا تمرُّ علينا المناسبات السعيدة، ولا نشعر بالسعادة، ويشعر أولادنا بالملل، ونتمنى بعد أن ينقضي العيد أن يأتي مرةً أخرى بسرعة علنا نشعر بالسعادة في المرة القادمة، وتُجيب على ذلك بأن السعادة ببساطة هي شعور داخلي، وأن الله عز وجل كما فضَّل أيامًا وأزمنةً على أخرى كرمضان والأعياد الإسلامية ويوم الجمعة، ولا شك أننا نشعر بالسعادة في المناسبـات، ولكن تعالوا نسأل أنفسنا ما الذي يُشعرنا بحق بالسعادة؟ وهو الشعور بالرضا عن النفس والشعور بالرضا تجاه ما نقوم به من عمل صالح  يعود بالنفع علينا وعلى غيرنا.

 

وتوضح مرفت محمد أن الشعور بالملل وعدم الرضا ناتج من أسلوب التربية الذي سلكته الأسرة مع الطفل، فالكثير من الأمهات تخلق أزمات الأعياد والمناسبات الإسلامية في البيوت؛ فمثلاً تسعى لتجديد بعض أثاث المنزل أو مفروشاته، كما تصرُّ على شراء الملابس الجديدة للأولاد، كما تبالغ في شراء المواد التموينية والحلوى استعدادًا لاستقبال العيد، ولكن يحدث ذلك بشكل لا يناسب دخل الأسرة؛ مما يشعل الكثير من الأزمات في الأسرة، ويكون ذلك بالطبع على مسمع ومرئى من الأطفال فينشأ الطفل معتادًا على أن السعادة لا تتحقق إلا بهذه المظاهر، ولكنه يشعر بالحيرة؛ لأنه لا يرى السعادة تحققت في الأسرة بالرغم من تكبد الكثير من العناء للحصول عليها، فالأب مهموم بسبب كثرة الأعباء، والأم تشعر بالضيق من كثرة المشاحنات في البيت، ومن العجيب أن يشتكي بعد ذلك الكثير من الآباء والأمهات من كثرة ما يطلبه الأولاد وصعوبة إرضائهم، وننسى أن هذا نتاج تربيتنا.

 

خطوات عملية

ولتغيير ذلك ترى مرفت محمد أنه كما فضَّل الله أيامًا على أخرى كذلك يبتلينا بالأزمات التي إن استثمرناها؛ لتحولت حياتنا للأفضل، وهذا العام أُبتلينا بفيرس إنفلونزا الخنازير هذا الوباء العالمي أدخل الزعر في كل بيت، وخاصةً الأطفال وتم إغلاق الكثير من المدارس وأصبح مسئولية التحصيل الدراسي على الأسرة والأولاد، وتتواكب هذه الأزمة مع دخول عيد الأضحى المبارك وأعياد الطفولة وبشكلٍ غير مباشر وغير مقصود لن يكون شغل الأسرة إلا كيف نستطيع إتمام المناهج الدراسية دون المدرسة، وبالتالي لن يعيروا اهتمامًا كبيرًا بشراء الجديد من الملابس والأكثار من الحلوى والمأكولات، كما سوف يحدوا من بعض السلوكيات الضارة مثل الزحام في الأسواق والمتنزهات وما يتبع ذلك من سلوكيات غير سوية، وخاصةً من الشباب غير الملتزم أخلاقيًّا ودينيًّا.

 

وتقدم هذه الروشتة للأسرة في العيد:

** الاتصال بالأهل للاطمئنان على أولادهم، وكذلك الاتصال بالأصدقاء للاطمئنان عليهم.

 

** شراء بعض الأدوية للأولاد الفقراء لحمايتهم من نزلات البرد وتقوية مناعتهم ضد أمراض الشتاء.

 

** إذا كان لدينا بعض الملابس التي لا نستخدمها نهادي بها غيرنا لإدخال السرور عليهم ونفس الموضوع مع الألعاب.