بعد تأخر ملحوظ في الموقف العلني، أصدرت خارجية الانقلاب بيانًا يفرض قيودًا مشددة على دخول الوفود التضامنية مع قطاع غزة إلى المنطقة الحدودية، فيما اعتُبر على نطاق واسع رفضًا ضمنيًا لعبور قافلة النشطاء القادمين من شمال أفريقيا نحو معبر رفح.
جاء هذا التحرك في أعقاب مؤشرات صدرت عن دوائر مقربة من نظام الانقلاب، ألمحت إلى الامتعاض من المبادرة، التي اعتُبرت "غير منسقة" و"محفوفة بالمخاطر التنظيمية".
البيان، الذي أصدرته خارجية الانقلاب، اليوم الأربعاء، شدد على أن أي زيارات إلى المنطقة الحدودية المتوترة يجب أن تتم حصريًا من خلال مسارات رسمية مسبقة، عبر طلبات تُقدَّم إلى السفارات المصرية في الخارج أو إلى الوزارة مباشرة. وحذر البيان من أن "أي طلبات أو دعوات خارج الإطار التنظيمي المعتمد لن يُنظر فيها"، في لهجة بدت موجهة بشكل غير مباشر إلى قافلة "المسيرة العالمية إلى غزة"، التي تضم أكثر من ألف ناشط، وتتحرك حاليًا من تونس مرورًا بليبيا باتجاه مصر.
القافلة، التي تضم 12 حافلة وحوالي 100 سيارة، تهدف إلى الوصول إلى معبر رفح يوم الخميس للمطالبة بإنهاء الحصار الصهيوني المفروض على غزة. غير أن المنظمين أقروا بعدم تلقيهم موافقة رسمية حتى الآن. وقال أحدهم في تصريحات صحفية: "نأمل أن يُسمح لنا بالعبور غدًا، فنحن لا ننوي خرق القوانين".
في المقابل، تعكس منصات التواصل الاجتماعي حالة من الإلحاح والغضب في أوساط النشطاء والصحفيين والمواطنين العرب، الذين رأوا في موقف نظام الانقلاب تقاعسًا غير مبرر أمام مأساة إنسانية يتساقط فيها الضحايا يوميًا. وبينما تشير التقارير إلى استشهاد أكثر من 51 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 116 ألفًا منذ بدء الحرب، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، فإن الدعوات للتضامن الشعبي والعربي تتكثف، وإن كانت تصطدم بجدار رفض نظام الانقلاب.