دخل التصعيد العسكري بين إيران والاحتلال الصهيوني مرحلة غير مسبوقة، بعد أن شنت إيران، فجر اليوم الإثنين، هجوماً صاروخياً واسع النطاق استهدف عدداً من مدن الاحتلال في الأرض المحتلة، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى إصابات مباشرة في مبانٍ واشتعال حرائق كبيرة في أماكن متعددة.
وأُعلن عن مقتل 8 صهاينة وإصابة أكثر من 100 آخرين جراء القصف، الذي استهدف وسط البلاد، حيث نجحت عدة صواريخ إيرانية في اختراق منظومات الدفاع الجوي الصهيوني، وضربت مواقع حساسة في مدينتي تل أبيب وحيفا.
وأفادت وسائل إعلام صهيونية أن جيش الاحتلال رصد إطلاق حوالي 100 صاروخ في آخر دفعة صاروخية، سقطت في عدد من المناطق المركزية.
وأعلنت ما تُسمّى بـ"الجبهة الداخلية الإسرائيلية" أن نطاق الهجوم الإيراني امتد من إيلات جنوباً إلى الناقورة شمالاً، فيما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ومناطق أخرى عقب رصد عمليات إطلاق الصواريخ من الأراضي الإيرانية.
وأكدت وسائل الإعلام الإصهيونية أن الهجوم شمل مناطق متعددة، من بينها حيفا، وعكا، والجليل الغربي، وخليج حيفا، والجليل الأسفل، وطبرية.
وفي مدينة بتاح تكفا القريبة من تل أبيب، أكد رئيس البلدية سقوط صاروخ إيراني على المدينة ما أدى إلى إصابة أحد المباني، مع استمرار عمليات الإنقاذ. وفي ذات السياق، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية فشلت في اعتراض عشرة صواريخ على الأقل.
وأشارت هيئة البث الصهيونية إلى انهيار مبنى في منطقة تل أبيب جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني، مؤكدة أن ثلاثة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين في أحد المواقع في حيفا، وسط مخاوف جدية على حياتهم.
وظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تُظهر دماراً واسعاً في المناطق التي تعرضت للقصف الإيراني، برغم فرض جيش الاحتلال رقابة عسكرية مشددة تمنع النشر حول تفاصيل الهجمات.
في السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام صهيونية أن القصف الإيراني استهدف مجمع "مصفاة بازان" للمواد الكيميائية في مدينة حيفا. ويُعد هذا المجمع الأكبر في الكيان الصهيوني، حيث يعالج نحو 10 ملايين طن من النفط الخام يومياً، ويُزوِّد أوروبا بالنفط والطاقة، ويُنتج 200 ألف برميل نفط يومياً.
من جهته، صرح السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، أن السفارة الأمريكية في تل أبيب تعرضت لأضرار طفيفة نتيجة سقوط صاروخ بالقرب منها، دون أن يُسجل وقوع إصابات بين الموظفين. وأشار إلى أن السفارة والقنصلية الأمريكية في الأرض المحتلةستبقيان مغلقتين اليوم، في ظل استمرار الإجراءات الاحترازية.
في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني مسئوليته عن تنفيذ موجة جديدة من الهجمات الصاروخية على الاحتلال، واصفاً إياها بأنها "الأعنف والأكثر تدميراً" مقارنة بالعمليات السابقة. وأكد الحرس أن الضربات استهدفت بشكل مباشر منظومات القيادة والسيطرة الصهيونية، في تصعيد نوعي من حيث طبيعة الأهداف والتكتيكات العسكرية المستخدمة.
وأوضح أن العملية استخدمت تقنيات متطورة ووسائل معلوماتية متقدمة، ما أتاح للصواريخ إصابة أهدافها بدقة عالية، برغم الدعم الأمريكي المقدم للاحتلال وتقنياتها الدفاعية المتطورة. واعتبر الحرس الثوري أن هذه الهجمات تثبت "خطأ الحسابات الإسرائيلية بشأن قدرات إيران وردّها".
وفي وقت سابق من صباح اليوم، فعّلت القوات الإيرانية أنظمة الدفاع الجوي في عدد من المدن الكبرى، بينها طهران، ومشهد، وكرج، وبندر أنزلي، على خلفية الهجمات الجوية الصهيونية المتكررة على الأراضي الإيرانية. وفي المقابل، واصلت ما يسمى "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" تحذيراتها من هجوم إيراني وشيك، بينما أفادت وسائل إعلام الاحتلال أن ملايين الصهاينة احتموا داخل الملاجئ.
كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) أن دوي انفجارات سُمع في شرق طهران، وأن نيران الدفاع الجوي أُطلقت بكثافة. كما سُجّل انفجار في مدينة شهريار غرب العاصمة، فيما ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية أن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف في جنوب شرقي طهران، كما جرى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في مدينتي مشهد وكرج.
وأعلنت وكالة "مهر" الإيرانية، أن الدفاع الجوي الإيراني أحبط هجوما صهيونيا على منطقة بارشين شمالي البلاد، في حين ذكرت وكالة "تسنيم" أن الدفاعات الجوية أسقطت أجساماً وطائرات مسيرة صهيونية في سماء بندر أنزلي، ودمرت طائرتين مسيرتين في باقرشهر شمالي إيران.