وجّه الإعلامي الأمريكي البارز جو روغان، انتقادات حادة لما وصفه بمحاولات "إسكات الأصوات" التي تتناول قضية تهجير الفلسطينيين ووقائع النكبة عام 1948، معتبراً أن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في الولايات المتحدة يُلاقي بشكل تلقائي تهمة "معاداة السامية".

 

وخلال حلقة جديدة من برنامجه الشهير، استمرت لثلاث ساعات، استضاف روجان الفلسطيني الأمريكي أمجد مسعد، حيث ناقشا معاً الجوانب المسكوت عنها في الصراع الفلسطيني الصهيوني، لاسيما الطرد الجماعي للسكان الفلسطينيين من مدنهم وقراهم.

 

وقال روجان: "طرد الناس من فلسطين قصة غير مريحة، وعندما يتحدث الناس عن إسرائيل وفلسطين، لا يريدون التطرق إلى ما حدث عام 1948".

 

وأوضح مسعد أن عائلته هجّرت من مدينة حيفا خلال النكبة، وأن والده وُلد لاجئاً في سورية قبل أن ينتقل لاحقاً إلى الأردن، مشيراً إلى أن غالبية سكان قطاع غزة اليوم هم لاجئون من داخل الأراضي التي قام عليها كيان الاحتلال.

وفي انتقاد مباشر لانتهاكات الاحتلال في غزة، استنكر روجان المجازر المرتكبة قرب مراكز توزيع المساعدات، مؤكدًا أن مجرد الإشارة إلى هذه الوقائع قد يُعرّض الشخص للاتهام بمعاداة السامية.

 

وتساءل: "كيف يمكن اعتبار هذا معاداة للسامية؟"، واصفًا ذلك بأنه "جنون مستمر" في ظل الضغوط التي تُمارس على منتقدي سياسات الاحتلال الصهيوني.

 

كما أعرب عن رفضه لاستخدام الحكومات والشركات لمفهوم "مكافحة المعلومات المضللة” كذريعة لقمع حرية التعبير، قائلاً: "أنتم تحوّلون البالغين إلى أطفال، والدولة إلى إله".

 

وعُرف جو روجان، الذي يُعد من أبرز الأصوات المؤثرة في الإعلام الرقمي الأمريكي، بمواقفه المنتقدة للسياسات الصهيونية، خاصة خلال الحرب الأخيرة على غزة. ففي مايو 2025، وصف هجمات الاحتلال الصهيوني بأنها "مبالغ فيها"، مشيرًا إلى مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، بينهم آلاف النساء والأطفال.

 

وفي فبراير، انتقد منح واشنطن الضوء الأخضر للاحتلال الصهيوني لـ"التصرف بوحشية"، مشيرًا إلى حجم الدمار الهائل. كما وصف في مارس 2024 ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية" شبيهة بالهولوكوست، وفي أواخر 2023، شبّه القطاع بـ"معسكر اعتقال مفتوح"، معبرًا عن صدمته من "جرائم الحرب" الصهيونية.