تقرير- حسين التلاوي

لا يزال الشرق الأوسط بؤرة الأحداث العالمية، وبالتالي تسلِّط وسائل الإعلام العالمية دومًا الأضواء عليه، وهو ما حدث اليوم الثلاثاء 19/6/2007م؛ حيث ركَّزت الكثير من صحف العالم على مخاطر التقسيم التي تحقق بالأراضي الفلسطينية إلى جانب ما تتعرض له البنية الاجتماعية في العراق من انهيار بسبب العنف والاحتلال.

 

البداية مع الملف الفلسطيني، فتقول الـ(فاينانشال تايمز) البريطانية في افتتاحيتها اليوم إن المجتمع الدولي يجب أن يعمل على تسوية الخلافات بين حركتي المقاومة الإسلامية حماس وفتح بدلاً من أن يعمل على تعميق الخلافات بينهما؛ الأمر الذي سيؤدي إلى الإضرار بكامل منطقة الشرق الأوسط التي يتوقف الاستقرار فيها على حلِّ القضية الفلسطينية.

 

وتؤكد الجريدة أن المجتمع الدولي سيرتكب خطأً كبيرًا بتقديمه الدعم البالغ لفتح على حساب حماس؛ لأنه بذلك سيكرِّس الانقسامات في الأراضي الفلسطينية، مشيرةً إلى ضرورة أن توجه القوى الدولية إنذارًا واضحًا لفتح بعدم العمل على تصفية الحسابات مع حماس في الضفة الغربية، وتعود الجريدة وتؤكد أن دعم الغرب لفتح والسعي لعزل حماس سيؤدي إلى قتل فكرة التوصل إلى تسوية سلمية بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني؛ لأن حماس وقتها ستواجه الحصار الدولي والصهيوني بخيار المقاومة فقط دون أي تفكير في مسألة التسوية.

 

 الصورة غير متاحة

 عباس يتوسط عددًا من وزراء حكومة "الطوارئ"

وبالإضافة إلى ذلك التحذير الصريح من خطورة اتباع الغرب سياسة التقسيم السياسي بين الفلسطينيين ذكر تقرير نشرته الـ(إندبندنت) اليوم أن سوء تعاطي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع الأزمة الفلسطينية الحالية بإعلان حكومة الطوارئ في رام الله بالضفة الغربية أدى إلى إعادة طرح خيار سابق على الساحة الفلسطينية، وهو إرجاع الضفة الغربية إلى السيادة الأردنية فيما يُعرف باسم "الحل الأردني" مع إعادة قطاع غزة إلى سيطرة المصريين كما كان الحال عليه قبل حرب العام 1967م أو التصرف بأية وسيلة في وضع القطاع في حالة إعلان المصريين رفضهم لمسألة إعادة سيطرتهم على غزة.

 

وينقل التقرير- الذي أعده دونالد ماسينتير من الضفة- عن بعض الفلسطينيين ممَّن تجاوزوا سنَّ الأربعين قولهم إن تطورات المسار السياسي بين الفلسطينيين والصهاينة أثبتت أنها غير واقعية وغير قابلة للتطبيق؛ حيث كان من المفترض إعلان دولة فلسطينية في العام 2005م، وهو ما لم يحدث، ثم تلا ذلك وعدٌ بإعلانها في العام 2007م وهو ما يبدو أنه لن يحدث، وبالتالي فإن الرجوع إلى الخطط القديمة- ممثَّلةً في إعادة الضفة للسيطرة الأردنية- سيكون أفضل.

 

ويوضح التقرير أن عدم وجود أفق سياسي فيما يتعلق بالتسوية إلى جانب التردي المعيشي الحالي في الأراضي الفلسطينية وسيادة المحسوبية في أوساط مؤسسات السلطة الفلسطينية وخاصةً المؤسسة الأمنية قد أدى إلى فقدان الفلسطينيين الثقة في إمكانية إعلان الدولة الفلسطينية.

 

ويظهر من هذا التقرير أن الإعلام الغربي بدأ بالفعل يروِّج لإمكانية فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وتسوية القضية الفلسطينية بصورة بعيدة عن القرارات الدولية بإعادة الضفة الغربية للسيادة الأردنية وترك قطاع غزة يواجه مصيره غير الواضح بالمرة مع تخلي الفلسطينيين عن فكرة استعادة القدس المحتلة بكل تأكيد!!

 

 الصورة غير متاحة