غزة- المركز الفلسطيني للإعلام

أدلى والد المواطن الفلسطيني حسام محمد أبو قينص، بإفادته أمام "الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن"، حول ظروف استشهاد نجله على يد قوات حرس الرئاسة الفلسطينية، بإلقائه من الطابق الرابع عشر في "أبراج مهنا" بمدينة غزة، وإطلاق النار على رأسه بشكلٍ مباشر وعن قرب، وهي القضية التي حاول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدد من قادة حركة فتح خلال الأيام الماضية قلب الحقيقة فيها وترويج مزاعم ملفقة بتحميل حركة حماس مسئولية استشهاد المواطن أبو قينص.

 

وفي إفادته التي وردت في تقريرٍ صادرٍ عن "الهيئة المستقلة لحقوق المواطن" بعنوان "انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق السلطة الوطنية على ضوء عمليات الاقتتال التي اندلعت في قطاع غزة"؛ قال والد الشهيد أبو قينص "أنا محمد مسلم أبو قينص من سكان الرمال الشمالي- الجلاء منطقة اليرموك، والد المرحوم حسام محمد أبو قينص، أعمل حارس مستودع".

 

وتابع الأب قوله "بتاريخ 10 يونيو 2007 توجَّه ابني المغدور حسام الساعة السادسة صباحًا إلى مكان عمله في خان يونس مستقلاً سيارة بيجو تندر وهو يعمل في بلاط المطابخ "المزايكو" في مصنع عطا الله في خان يونس.. عند الساعة السابعة مساءً حضر أبناء أختي التي تسكن في النصيرات، وقالوا له إنهم كانوا عائدين مع حسام من النصيرات، بعد أن ترك سيارته البيجو هناك لإصلاحها، حيث استقلوا سيارةً أجرة، وعندما وصلوا إلى مفترق دوار أبو مازن غرب غزة، أوقفهم هناك حاجز لمسلحين، ومتعارف أنه (حاجز) من حرس الرئاسة وأنزلوه من السيارة دون غيره. وقالوا له: أنت انزل.. ونزل حسام من السيارة وسلَّم عليهم واستجاب لأوامرهم.. في تلك اللحظة بالتحديد حضر جيب لأمن الرئاسة من نوع سوزوكي أسود اللون، ونزل منه بعض المسلحين واقتادوا حسام باتجاه المنتدى (مقر رئيس السلطة)؛ حيث ركبوا معهم في السيارة، وهنا سألهم أبناء أختي: إلى أين تأخذوه؟ فقالوا لهم: اركبوا في السيارة، وأشهروا عليهم السلاح".

 

وتابع الوالد الفلسطيني المنكوب شهادته قائلاً: "بعد أن حضر أبناء أختي وحدثونا بما جرى، بدأنا في إجراء اتصالات مع حرس الرئاسة وقوات الـ 17 وآخرين ممن نعرفهم ولهم علاقة بالموضوع، والذين قالوا لنا إنه سوف يعود وأنها مسألة وقت".

 

ومضى الوالد في شهادته قائلاً "في حوالي الساعة التاسعة مساءً سمعنا في الأخبار أنَّ هناك أربعةَ أشخاصٍ من القوة التنفيذية أُصيبوا في الأحداث؛ حيث أطلق أمن الرئاسة النار عليهم، وذُكر أنَّ هناك مصابًا خامسًا مجهولَ الهوية".

 

وأضاف الأب: "في هذه اللحظة تم الاتصال من مستشفى الشفاء بأبناء عمي الذين يسكنون بجواري ويعمل أبناؤهم الثلاثة في القوة التنفيذية، وقالوا إنَّ أحد أبنائكم مصاب، فقمتُ أنا وابن عمي حمدان أبو قينص وهو والد أحد أفراد التنفيذية، بالتوجه إلى مستشفى الشفاء في غزة للاطمئنان على ابنه، رغم أنَّ هناك اشتباكاتٍ عنيفة في محيط المستشفى، حيث دخلنا إلى هناك بصعوبة بالغة، وهناك توجهنا إلى قسم الأشعة".

 

وأضاف الأب "كانت المفاجأة، حيث وجدتُ ابني حسام ممددًا على سرير وهو متوفى ومضرَّج بدمائه، وفي حالةٍ صعبةٍ لا يمكن وصفها، ومُصاب أيضًا بطلقٍ ناري في رأسه.. في هذا الوقت وردت أنباء بأن ابني حسام قد تمَّ إلقاؤه من فوق برج مهنا، الواقع شرق دوار أبو مازن، وهو مربوط اليدين والعينين، حسب إفادة عدة شهود من المنطقة المحيطة بالبرج، وقد توجَّهنا إلى المكان في وقتٍ لاحقٍ وعاينا المكان ووجدنا آثار العيار الناري الذي أُطلق على رأس حسام لا يزال موجودًا حتى اللحظة في الأسفلت".

 

وخلص والد الشهيد المغدور إلى القول: "لم أتوقع في يومٍ من الأيام أن يحدث هذا الأمر لابني أو لغيره، بحيث يُرمى شخصٌ من فوق أربعة عشر طابقًا على الأرض، ثم يتم إطلاق النار عليه، مع العلم أنَّ شهود عيان أكدوا لنا أنهم سمعوا أصوات تعذيبٍ في أعلى البرج، وأنه وُجِد أفرادٌ مسلحون فوق البرج وأسفله.