أكد الدكتور محمد مرسي- عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين- عدم مشروعية مطالب محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بنشر قوات دولية على الحدود بين مصر وغزة، إضافةً إلى تصريحاته بأن حركة حماس ترعى تنظيم القاعدة في غزة، في محاولةٍ متكررةٍ لتأليب الرأي العام والمجتمع الدولي على حركة حماس وحكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها إسماعيل هنية.

 

وأكد د. مرسي- في تصريحات لـ(إخوان أون لاين)- أن دعوة عباس لنشر قوات دولية على الحدود بين مصر وغزة دون الضفة الغربية لا تحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، وتأتي ضمن العديد من الخطوات التي تؤجِّج الصراع بين فتح وحماس، ومحاولة استخدام القوة، والاستقواء بالخارج لحصول فئة من فتح على ما فشلت في الحصول عليه بالديمقراطية، وأنه لم يعُد خافيًا على أحد هذه الخطوات التي بدأت بإقالة حكومة الوحدة الوطنية بالمخالفة للقانون الأساسي في تعيين حكومة طوارئ، ومحاولة عزل المجلس التشريعي صاحب الشرعية الأولى، وما تلا ذلك من منع رواتب الموظفين في قطاع غزة، والعمل على استبدال معبر كرم أبو سالم بمعبر رفح، وغير ذلك من الإجراءات التي تكرس معاناة أبناء فلسطين.

 

وقال د. مرسي: إن ما كشفت عنه التقارير المنشورة في عدد من الصحف العالمية والصهيونية يؤكد أن دعوة رئيس السلطة التي اقتصرت على غزة دون الضفة تتواكب مع تحرُّك صهيوني واضح؛ حيث التقى أفيجدور ليبرمان- نائب رئيس الوزراء الصهيوني ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"- بعدد من ممثلي حلف "الناتو" في نفس توقيت زيارة أبو مازن لفرنسا، لإقناعهم بإرسال جزءٍ من قوات الحلف إلى غزة.

 

وأوضح أن هذه الدعوة تتعارض مع الموقف المصري الذي رفض بشكل قاطع إرسال هذه القواتِ، وكذلك موقف العديد من الدول العربية بل وبعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا، وكان الأولى أن يكون هذا الإصرار عندما كانت القوات الصهيونية تتوغَّل وتجتاح الأراضي الفلسطينية بشكلٍ واضحٍ ومتكررٍ، وتخلف وراءها مئات الشهداء من الشعب الفلسطيني بكل فصائله وفئاته.

 

وأشار د. مرسي إلى أن هذه الدعوة لا تحقِّق إلا ازدياد الفرقة الفلسطينية، وتصبُّ في مصلحة المشروع الصهيوني للقضاء على المقاومة الفلسطينية، موضحًا أن إطلاق هذه الدعوة في هذا التوقيت ومصاحبتها بتصريحات أخرى بأن حماس تأوي القاعدة في غزة إنما يؤكد أن الرئيس الفلسطيني يتحرك من أجل أهداف فصائلية ضيقة، خاصةً أن مشروع المقاومة الفلسطينية يعتمد على كافة القوى الفلسطينية الفاعلة، وأنه يمثِّل الخيار الإستراتيجي للشعب الفلسطيني الذي يجب على الرئيس الفلسطيني تبنِّيه.