• نمد أيدينا للحوار مع الجميع.

• لا نسعى للسلطة، ومشغولون بالدعوة إلى الإسلام.

• الإسلام سوف يغزو أوروبا وأمريكا.

• العدوان الأمريكي على الإسلام في طريقه إلى النهاية.

• اختيار نائب للمرشد العام سيُعلَن قريبًا.

 

 
الأستاذ "محمد مهدي عاكف"- المرشد العام لجماعة (الإخوان المسلمين)- عَرَف (الإخوان) عام1940م، وكان رئيسًا لقسم الطلبة، ثم رئيسًا لقسم التربية الرياضية عام 1954م، ثم ألقي القبض عليه في أول أغسطس 1954م؛ بتهمة تهريب اللواء "عبد المنعم عبد الرؤوف"، وحُكِم عليه بالإعدام، ثم خُفِّف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.

عمِل مستشارًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومسئولاً عن مخيماتها الدولية، واشترك في تنظيم أكبر المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية في مختلف بلدان العالم، ثم عمل مديرًا للمركز الإسلامي بـ(ميونخ)، وشغل عضوية مكتب الإرشاد منذ عام 1987م.
كانت هذه بعض اللمحات التاريخية الجهادية للأستاذ "محمد مهدي عاكف"، التي كان آخرها- حتى هذه اللحظة- اختياره ظهر الأربعاء 14/1/2004م مرشدًا عامًّا لجماعة (الإخوان المسلمين).

التقينا به على وجه السرعة؛ للتعرف على رؤيته لكثير من القضايا المحلية والدولية، خاصةً بعد أن شغل أعلى منصب في قمة جماعة (الإخوان المسلمين)، التي تُعد أكبرَ الجماعات الإسلامية تواجدًا على الساحة، وأكثرَها تأثيرًا في مجريات الأحداث، فأكد لنا أن الإسلام في طريقه إلى غزو أوروبا، وأن المستقبل لهذا الدين، مهما تعرَّض لتضييقات وهجمات من الغرب.

كما أكد لنا أن (الإخوان) يمدون أيديهم للحوار مع كافة القوى السياسية وللنظام الحاكم أيضًا، نافيًا ما يردده البعض عن وجود صراعات داخل الجماعة، وأن العلاقة بين جيل الشباب والشيوخ علاقةُ محبة، مُعلِنًا- في هذا الحوار- أن اختيار نائبٍ المرشد سوف يتم قريبًا... فإلى تفاصيل الحوار:

الشورى أساس انتخاب المرشد العام:

* في البداية.. كيف تمَّ اختياركم مرشدًا عامًا لـ(الإخوان المسلمين)؟ وما قصة صراع الأجنحة التي نشرتها بعض الصحف؟
** الاختيار تمَّ بناءً على لوائح الجماعة بمنتهى الدقة والشفافية، والجماعة تحترم الشورى وتقدسها، وكل ما تم كان بناءً على الشورى، أما صراع الأجيال فهذا ليس في (الإخوان المسلمين)؛ لأنهم جميعًا تربَّوا على القرآن الكريم والسنة، وكلهم يبغون أن يقربهم هذا الأمر من الجنَّة، وليس فيهم من يسعى لمكتب الإرشاد.

 
* لكن هناك من يرى أن هناك خلافاتٍ، لدرجة حدوث بعض الانشقاقات، وخروج البعض من الجماعة؟!

** لم نشاهد انشقاقات.. نحن حريصون على كل فرد، ونحب الجميع، ونحب حتى من ليسوا إخوانًا مسلمين، وندعو لمن يسبُّونا ويشتموننا.

نمد أيدينا للنظام الحاكم:

* على المستوى المحلي.. هل لديكم رؤية للتعامل مع النظام الحاكم؟

** تعامُلُنا مع النظام سياسة ثابتة لنا؛ نحن نقدم ما عندنا، ونطلب منهم أن يتحاوروا معنا، ويأخذوا ما عندنا.. ليس بيننا وبينهم احتقان، لكنهم هم الذين يُحدِثون هذا الاحتقان بوضعهم ملف (الإخوان المسلمين) في أيدي الأمن، ونحن نقول لهم- وقلنا لوزير الداخلية من قبل ذلك-: "إن ملفنا يجب أن يكون مع النظام السياسي، وإذا أراد النظام أن يتفاهم معنا فمرحبًا به، ولكننا لن نجبره على هذا التعاون".

* ألا ترون أن هذا الموقف يتعارض مع الظرف الذي تمر به المنطقة.. من تهديدات خارجية تتطلب مصالحةً وتوحيدًا للجبهة الداخلية؟!

** ليس هناك شكٌّ أنها تتعارض مع طبيعة المرحلة، ومع السياسية التي يجب أن ينتهجها الناس للحفاظ على هذه الأمة والحفاظ على أبنائها، وأقول لك: إذا غابت الحرية غاب كل شيء، غاب الإنتاج والخلق والتنمية والتعليم.. أعطِ الحرية لكل شيء ينصلح أمره.

نتحاور مع كل القوى السياسية:

* وماذا عن أجندة (الإخوان) في التعامل مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى؟

 
** من منهجنا التحاور مع كل القوى الموجودة على الساحة المصرية لخدمة هذه الأمة، فنحن أصحاب منهج وأصحاب رسالة، ومن وَافَقَنَا فمرحبًا به، ومن خالفنا نحاوره، وِفقًا للقاعدة الشهيرة لدى (الإخوان): "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه".

* لكنَّ العلاقة بينكم وبين حزبَي (الوفد) و(التجمع)- على وجه الخصوص- وصلت إلى نفق مسدود..!!

** نحن لم نغلق أي باب، فإذا كان هناك انسداد فهذا من ناحيتهم، وليس من ناحية (الإخوان).

* في ظل الهجمة الشرسة المعلَنة على الإسلام.. ما هو دور التنظيم الدولي لـ(الإخوان) في الدفاع عن قضايا الأمة؟

** معروف عن (الإخوان المسلمين) أن كل القضايا المعروضة على الساحة لنا فيها رأي، والحمد لله نعلنه بلا حرج؛ سواء وافقت أو عارضت الجهات المهيمنة على العالم الآن.
نحن ندعو إلى دين وحق، وحرية وعدل، وأي أمر يعارض هذه المبادئ نرفضه ولا نقبله، وأي تصرفٍ على المستوى العالمي لا يحترم هذه الثوابت نحن لسنا معه.

* ذكرتم أن كل قضية لكم فيها رأي، لكن هل لكم خطوات عملية لمناهضة مثل هذه التجاوزات؟

** في حدود طاقتنا؛ لأننا لسنا أحرارًا، فالحرية غائبة عن بلادنا، وأصبح البلاء عالميًّا، فبقدر المستطاع نقدِّر المصلحة، ونقوم بالعمل المتاح.

ندعم القضية العراقية بكل قوة:

* ما هي جهود (الإخوان) في دعم القضيتين الفلسطينيَّة والعراقية، على سبيل المثال؟

** (الإخوان) يدعمون القضيتين بكل قوة وكل حق وعدل، في إطار السياسة والتأييد العام وحشد الرؤية والفكر؛ حتى لا تغيب القضية الفلسطينية عن الحياة، فلابد أن يضع الشارع العالمي القضية الفلسطينية في أبعادها الصحيحة، وهناك كتب وندوات ومحاضرات تُستخدم في الترويج للقضية، وإذا سُمح لنا لنكون معهم في ميدان القتال سوف نذهب.

* هناك من يتهم (الإخوان) بأنهم أقلُّ حماسًا في التعامل مع القضية العراقية عن نظيرتها الفلسطينية.. فما رأيكم؟

** يا أخي الكريم، حماس (الإخوان) مع الحق، وحماس (الإخوان) لا يتردد عن مناصرة القضية العراقية لإعادة أرض العراق المحتلة من الأمريكان، الذين جاءوا لاحتلال الأمة وإذلالها، والسيطرة على مقوماتها الاقتصادية، وهو أمر معروف للكبير والصغير.

أما الشئون الداخلية في العراق من مجلس حكم محلي- مع اعتراضنا الكامل في أن يشترك أي إنسان في مجلس الحكم المحلي؛ لأن رئيسه أمريكي- فإننا أصحاب عقول وتفهُّم للأمور، فنترك هذا الأمر لأهل العراق، فهم أدرى بشعابها؛ يختارون الأسلوب الذي يديرون به هذه المعركة مع المحتل الأمريكي.

 
* هل حقًا (الإخوان) يدعمون القضية الفلسطينية بصورة أكبر من دعمهم لقضية العراق؟

** لا، ليس أقل.. هو هو، لكن هذه لها ظروفها، وهذه لها ظروفها.. واهتمامنا يتركز في أننا نحارب الباطل ونقاوم الاحتلال، أيًّا كان.

* على ضوء ما أثير حول الحجاب، وأثر ذلك على الإسلام في أوروبا... ما هي الجهود التي من الممكن أن تبذلَها جماعة (الإخوان) لمناهضة هذه التصرفات؟

** لعلي كنت من أوائل الناس تحدثًا لموقع (إخوان أون لاين)، واعترضت فيه على تصريحات "شيراك"، الذي وصَفَ الحجاب بأنه مظهر عدواني، وطلبت منه أن يَعِيَ أن الحجاب فرضٌ إلهيٌّ، وإن لم يكن يعرف فليسأل الكنيسة!!

وأنا أعرف أن (الإخوان) في فرنسا- أو ما يسمَّى بـ(اتحاد المنظمات الإسلامية) هناك- فيهم من الرجال والعقلاء من يستطيع أن يقف في وجه هذا التيار الخبيث، الذي يماثله تيار تركيا وتونس في محاربة الحجاب، وإن شاء الله سوف يستطيع إخواننا في فرنسا معالجة هذا الأمر بالصورة التي يعتقدونها، وأنا أتعجَّب من موقف وزير الداخلية الفرنسي، الذي على علاقة طيبة بهذا التنظيم هناك، وهو فخور بأن هناك- في فرنسا- مثل هذه التنظيمات الراقية، التي نظمت مؤتمرات، حضرها أكثر من 100 ألف، ولم يحدث أي عمل بالخارج.

الإسلام يغزو أوروبا وأمريكا:

* ما أثر مثل هذا الموقف على مستقبل الإسلام في أوروبا؟

 
** لديَّ ثقةٌ كاملةٌ بأن الإسلام سوف يغزو أوروبا وأمريكا؛ لا لشيء إلا لأن الإسلام صاحب منطق ورسالة، والأوروبيون والأمريكان يدخلون الإسلام باقتناع، وقد ذهبت إلى أمريكا عام 1993م، وأصدرنا كتاب (التعددية السياسية والمرأة)، وتم توزيعه في مسجد، وبمجرد أن تمت قراءته، أسلمت30 سيدة، فهم أناس يقتنعون بالصواب، ولكن مَن الذي يقدم لهم الصواب؟

لابد أن يكون هناك أناس قدوة؛ ولذلك عندما كان يأتيني الألمان ليسلموا، كنت أقول لمن يدخل في الإسلام: "ليس لك شأن بالمسلمين، ولكن تَعرَّف على الإسلام من الكتاب والسنة، وسيرة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فهي الطريق إلى الجنة".

* هذا يدفعني إلى التساؤل: هل الاهتمام بالشأن الخارجي كان سببًا في اختياركم؛ حيث إن لكم حضورًا على المستوى العالمي؟

** هذا سؤال يُسأل عنه (الإخوان).. فأنا لا أدري لماذا اختاروني؟؟

ضعف المسلمين يشجِّع الأعداء:

* نريد أن نعرف تقديركم الشخصي لأثَر الهجمة الغربية الشرسة على الحركات الإسلامية؟

** كل هذا قمَّةُ التهريج الذي يغلفه الكذب الإعلامي، وسوف يظل هكذا طالما أن المسلمين ضعفاء، أما إذا قوِيَت شوكة المسلمين ورفضوا الهيمنة الأمريكية، فسوف يندحرون، وهم الآن في طريقهم إلى الانحدار بعد أن انكشف كذبهم وادعاؤهم، وطالما أن الله- سبحانه وتعالى- موجود، وطالما أن هناك قرآنًا كريمًا احتقر كل هذه الهجمات.

وأنا مؤمن تمام الإيمان بأن هذه الهجمات إلى نهاية وهي مردودة على أصحابها، وكل المطلوب منا أن نقف مع الحق بقوة، وألا نتهاون أبدًا، وأن نكون في يقظةٍ لمواجهة هذا العدوان، الذي يهدف إلى إفساد الشباب، وتغيير مناهج التعليم، وطمس هوية الأمة.. وهناك مثل يقول: "إذا كان عدوك نملة، ما تنام له"؛ فما بالك إذا كان عدوك (فيلاً)؟!

علاقتنا بالأقباط طيبة:

* ما هو موقفكم من القضايا الساخنة المطروحة دائمًا على الأجندة الحياتية، مثل: موقفكم من الأقباط؟

** موقف (الإخوان) من الأقباط موقف تاريخي منذ الإمام "البنا"، وعلاقتنا بهم طيبة جدًّا، ولم نسمع عن الفتنة الطائفية إلا في الأيام الأخيرة، استخدمها البعض سياسيًّا، وما زالت- حتى اليوم- لي صداقات مع الأقباط، وكنت في الأربعينيات عضوًا في نادي الشبان المسيحيِّين.

ليس هناك تنمية بدون حرية:

 
* وماذا عن موقفكم من المرأة؟ فهناك من يرى أن المرأة غير ممثلة في جماعة (الإخوان المسلمين)؟

** نمثلها حتى تدخل السجن.. أليس كذلك؟! عندما تكون هناك حريات فسوف يكون هناك دور واضح، وطالما أن هناك غيابًا للحرية فلا تصدق أن هناك تنميةً أو اقتصادًا أو تربيةً، فإذا غابت الحرية غاب كل شيء!

منهجنا التربوي أنتج هذه الأجيال:

* هناك من يرى أن (الإخوان) يُغلِّبون الجانب السياسي والحركي على الجانب التربوي؛ وهو ما يُعدُّ انحرافًا عن الأسباب الأساسية لنشأة الجماعة؛ فما قولكم؟

** نسأل الله أن يعيننا!! وإذا لم يكن هناك منهجٌ تربويٌّ؛ فهل كانت الجماعة تستطيع أن تُنتج هذه الأجيالَ الضخمةَ من الشباب المؤمن المثقَّف؟! إذا لم يكن هناك منهجٌ تربويٌّ ألا ترى أننا كنا سنصبح مثل غيرنا؟! نسأل الله لهم العافية.

* لكن هناك بالفعل من يرى أن سعي (الإخوان) للسلطة جعلهم يتخلَّون عن أمورهم الدعوية؟

** نحن لا نسعى للسلطة، فنحن مشغولون بما هو أهم من السلطة؛ وهو الدين والإسلام.
جماعة (الإخوان) مليئة بالكفاءات.

* ما رأيكم فيما يُثار من أن جماعة (الإخوان) افتقدت إلى الفقيه وإلى المفكر السياسي؟

** للأسف الشديد هذا الكلام يردده مَنْ لا يعلم شيئًا عن (الإخوان المسلمين)، فـ"يوسف ندا"- الذي ملأ الدنيا- قال: "إنه سطر في (الإخوان المسلمين)"، وقد شهِد له الجميع بأنه عبقري، فجماعة (الإخوان) مليئة بالفقهاء والعلماء والسياسيين، طالما أنها جماعة مؤسسية، لا تخفى عليها مثل هذه الأمور؛ لأن هذه الأمور تدرس من أهل الاختصاص، وإذا كانت جماعة (الإخوان) ليس بها علم واختصاص؛ فلماذا تنمو على الساحة وتستمر بهذه الصورة؟! هل يؤدي الجهل إلى كل هذه النتائج؟!

* سؤالي الأخير: ما هو موقفكم من تعيين نائب للمرشد العام، ومتحدث رسمي للجماعة، خاصةً أنها أمورٌ انشغل بها المراقبون كثيرًا؟

** المرشد العام لجماعة (الإخوان المسلمين) له الحق- وفقًا للائحة- في اختيار النائب، وأنا من أنصار أن يكون لي نائبٌ أو أكثر، وسوف يُعلَن قريبًا عن أسمائهم.. أما بالنسبة للمتحدث الرسمي، فالمرشد العام لـ(الإخوان المسلمين) هو المتحدث الرسمي للجماعة.