بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

فإن الإخوان المسلمين يتابعون الأحداث التي تقع على الأرض الفلسطينية منذ عقود، وقد قاوموا جنبًا إلى جنب مع إخوانهم الفلسطينيين كلَّ محاولات الغزو والعدوان والبطش والإرهاب؛ التي يمارسها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني على أرض الإسراء والمعراج.

 

وها هم أحفاد القردة والخنازير، الصهاينة المغتصبين لأرض العروبة والإسلام، وبعد أن أقضت المقاومة مضاجعهم، وأوجعتهم في سويداء قلوبهم.. ها هم بعد أن هدَّدوا وتوعَّدوا بالقضاء على المقاومة، وخاصةً المقاومة الإسلامية في حماس، ينفِّذون عملياتهم المجرمة، ويعتدون على الفلسطينيين في غزة، ويقتلون المئات من الأطفال والنساء ويخلِّفون آلاف الجرحى وينشرون الدمار والموت، وبكل الأسف والأسى والحزن تصمت الأنظمة العربية والإسلامية بل ويتآمر بعضها ويتواطأ مع الصهاينة على هذه المأساة الدامية؛ بعد أن خرجت التصريحات الصهيونية والإرهابية من القاهرة، وعلى مرأى ومسمع وبمباركة المسئولين, وقد خاب ظنهم جميعًا؛ لأن الجبن والخَوَر والخذلان صفاتٌ لازمةٌ للصهاينة وأعوانهم ﴿لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾.

 

والإخوان المسلمون يعلنون وبكل قوة رفضَهم ووقوفَهم ضد هذه الهجمة الإجرامية والممارسات الإرهابية والدسائس والمؤامرات التي تدبَّر بليل وتُحاك ضد المقاومة الفلسطينية وضد رجال حماس المجاهدين وإخوانهم من باقي الفصائل الفلسطينية الصامدة.

 

وينادي الإخوان المسلمون:

1- كافة أبناء الأمة العربية والإسلامية، وخاصةً الشعب المصري.. أن يهبُّوا من اليوم لمساندة أهل فلسطين، والتضحية من أجل مقدساتها؛ ضد الصهاينة المجرمين، وضد الصمت المزري، والتواطؤ من قِبَل معظم الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية التي يستعين بها العدو في ضربه للمقاومة الفلسطينية وارتكاب مجازر وحشية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.

 

2- البرلمانات العربية والإسلامية.. أن يتحمَّلوا مسئوليتهم، وأن يقفوا صفًّا واحدًا مع الشعوب، وأن يُسقطوا ما يسمَّى اتفاقيات السلام مع العدو الصهيوني.

 

3- الحكومات والنظم العربية والإسلامية.. أن تقوم بواجبها نحو:

أ) الوقوف مع شعوبها في مواقفها الرافضة لهذه العربدة الصهيونية الغاشمة، وتقديم يد العون لإخوانهم في فلسطين.

ب) قطع العلاقات أو أي نوع من الاتصالات المباشرة أو غير المباشرة مع العدو الصهيوني وطرد سفرائه أينما وجدوا.

ج) تنفيذ بنود اتفاقية الدفاع العربي المشترك للدفاع عن أرض فلسطين.

د) إمداد الشعب الفلسطيني بالسلاح المقاوم ليتمكن من الدفاع عن أرضه وعِرضه ومقدساته.

هـ) الشعوب العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم.. إلى حركة عالمية شعبية؛ تتمثل في مسيرات في العواصم والمدن الرئيسية في هذه البلدان يوم الإثنين القادم الأول من شهر المحرم؛ للوقوف بكل قوة ضد الهجمة الصهيونية التي تدقُّ بتصرفاتها ناقوس حرب عالمية لا تعرف نهايتها.

 

وليعلم الصهاينة الإرهابيون أنهم لن ينالوا من إرادة الشعب الفلسطيني شيئًا سوى الخزي، ولن يحققوا إلا خراب بيوتهم بأيدي المقاومة والشعوب، وليعلم هؤلاء وأعوانهم المطبِّعون معهم والخائفون والمذعورون منهم أنهم سيُهزمون وسيولُّون الدبر، وأن جند الله هم المنصورون.

 

أيها المقاومون الشرفاء.. يا أهل فلسطين المقدسة.. عهدناكم رجالاً صُبُرًا في الحرب وصُدُقًا عند اللقاء، فلا تخشوا هؤلاء الصهاينة ولا حلفاءهم ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ﴾ و﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 29 من ذي الحجة 1429هـ

27 من ديسمبر 2008م