نص الرسالة:

ابني عمره 11 سنة.. طيب.. لكنه عنيف مع أخواته البنات؛ لا يهدأ إذا لمست إحداهن سريره أو دولابه، وإذا وُضِع الطعام يختار لنفسه أفضل شيء، ولما أنهره بشدة يتطاول عليَّ، ولما أخاصمه يأتي إليَّ ويبكي قائلاً: صالحيني ويُقبِّلني كثيرًا، ولكن المشكلة أن ذلك يتكرر كثيرًا؛ لدرجة أنني مللْت من طريقته.. هو يحافظ على الصلاة، وقد يضبط الهاتف لكي يصلي الفجر، ولكنه لا يصلي بطريقة جيدة.. نفسي ربنا يهديه وتخبروني كيف أتعامل معه!.

 

* يجيب عن الاستشارة/ صبري عكاشة- الخبير التربوي:

الأخت الكريمة.. إيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وصلتنا رسالتكم التي ذكرتِ فيها أن ابنك عمره 11عامًا، وتقولين إنه طيب ولكنه عنيف، ولم تذكري مظاهر العنف لديه؛ إلا أنه لا يهدأ عندما تعبث إحدى أخواته البنات في حاجاته؛ فهل هو الطفل الوحيد على بنات، وإن كان كذلك فلعلَّه يشعر إما بزيادة اهتمامكم به وتفضيلكم له.. إلخ؛ مما يجعله لا يقبل أن تمتدَّ يدُ أحد إلى ممتلكاته الخاصة، وإما أنه لا يشعر بأنه يأخذ حقَّه كاملاً؛ مما يجعله يفرغ مشاعر الغضب لديه ولو بمجرد اقتراب أخواته من أدواته.

 

وعمومًا الانفعال الشديد- سواءٌ بالغضب أو بغيره- لا يتولَّد من تجربة واحدة يعيشها الطفل؛ فلا بد وأن العبث بأدواته صاحَبَه حدوث إتلاف له؛ا أغضبه من أخواته بأي شكل؛ مما استتبع ذلك عقابه (من أول الغضب منه إلى عقابه البدني.. إلخ)، وبتكرار ذلك أصبح العبث بأشيائه يثير انفعالاته.

 

وبالنسبة لموضوع الصلاة ذكرتِ بأنه يحافظ على الصلاة، وهذه إيجابية كبيرة جدّا، أما بالنسبة لإجادة الصلاة؛ فهذا يحتاج إلى مزيدٍ من التدريب بهدوء وحب وتكرار؛ مع عمل مكافأة على النجاح في ذلك.

 

أختي الكريمة..

ما زالت في ابنك خصال حميدة جدًّا، وهو يسعى لإرضائك، ويبكي لمجرد غضبك؛ فهو يحبك، وطالما أنه يحبك فهو يتقبَّل منك، ولكن أتمنى أن يكون غضبك من شيء يستحق الغضب، وألا يكون هذا الغضب بصورة دائمة حتى لا يصبح لا قيمة له بالنسبة للطفل، ويعتاد عليه، وأتمنى في هذه المرحلة من العمر أن تقومي بـ:

1- إشباع حاجات الطفل عقليًّا ونفسيًّا، والعمل على الوفاق الدائم بينه وبين أخواته.

2- صداقة الطفل أثناء تربيته.

3- مساعدته في الاستقلال والاعتماد على النفس.

4- توفير فرص الترفيه واللعب له، والأهم من ذلك التمهيد لإعداد الطفل لمرحلة البلوغ والمراهقة.