أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن العملية الفدائية التي وقعت عصر الاثنين 19/5/2003 في سوق تجاري بمدينة العفولة شمال فلسطين المحتلة، وقالت إن منفذة العملية تدعى "هبة سعيد دراغمة"، وهي من سرايا القدس- الجناح العسكري للحركة-، وقد حاولت منفذة العملية  الدخول إلى السوق، واشتبه فيها الحارس ففجرت نفسها؛ مما أدى إلى مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة أكثر من 40 آخرين، 17 منهم في حالة حرجة وإلى استشهاد منفذتها، وتمت العملية رغم وجود طوق شامل تفرضه قوات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية ونصبها الحواجز العسكرية في كل مكان. وقررت أجهزة الأمن الصهيونية رفع مستوى التأهب في منطقة "العفولة" وزيادة الحواجز، وسط حالة من التخوف في صفوف الصهاينة، رغم كل هذه الإجراءات الأمنية، وقالت إذاعة الكيان الصهيوني إن انفجار العبوة التي كانت تحملها منفذة العملية أدى لتدمير عدد من السيارات والمنازل والشقق السكنية المحيطة بالمجمع التجاري، وقررت حكومة الاحتلال على إثر العملية إغلاق الضفة الغربية وحظر أعضائها لقاء أي مسؤول أجنبي يجتمع مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ويأتي هذا الانفجار عقب أربع عمليات فدائية شهدتها القدس وغزة منذ مساء السبت 17/5/2003 وأدت إلى مقتل 12 شخصًا، وتبنَّت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العمليات الأربع الأولى. وقد اعتبر الدكتور "محمد الهندي" القيادي البارز في الجهاد أن توقيت العملية لا يعني شيئًا لفصائل المقاومة الفلسطينية المصممة على التصدي للعدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن عملية "العفولة" وغيرها من العمليات الفدائية الأخيرة رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تكسر إرادته بالقوة، وأنه ماضٍ في الجهاد من أجل تحرير أرضه. وقد أدان الرئيس الفلسطيني عملية "العفولة" بشدة، ووصفها بالعمل الإرهابي!!، وقال  في تصريحات صحفية إنه يرفض العمليات الإرهابية، سواءٌ كانت ضد الإسرائيليين أو ضد الفلسطينيين وهو يدينها. ورفض عرفات أن توجه "إسرائيل" أصابع الاتهام نحوه، ودعاها إلى قبول خطة السلام المعروفة باسم (خارطة الطريق) فورًا؛ لإحياء العملية السلمية ولإيقاف العنف المتواصل منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في 28 سبتمبر 2000. وحث عرفات الفصائل الفلسطينية على وقف العمليات التفجيرية داخل "إسرائيل" وأن تتابع ما بدأته من خلال حوار القاهرة الذي رعته الحكومة المصرية في يناير من هذا العام. وشجب رئيس الوزراء الفلسطيني "محمود عباس" عملية العفولة، وطالب "إسرائيل" بقبول خارطة الطريق من أجل إنهاء دوامة العنف والبدء في التنفيذ. وقال "عباس" إن توقيت عمليتي (الأمس واليوم) ساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي على التهرب في الوقت الراهن من الضغوط الأمريكية والدولية لقبول خارطة الطريق. كما استنكرت السلطة الفلسطينية عملية "العفولة"، وأكدت في بيان أن القيادة الفلسطينية "تدين وتستنكر" بقوة العملية التفجيرية في مدينة العفولة بعد (ظهر اليوم)، كما أدانت أمس العمليات التفجيرية في القدس والخليل، وأكدت القيادة أنها ستعمل على إعادة بناء أجهزتها الأمنية، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وسحب قواتها من المدن والأراضي الفلسطينية. وقد وقعت عملية "العفولة" بعد ساعات من عمليتين فدائيتين أخريين، نفذهما مقاومون فلسطينيون على أهداف عسكرية صهيونية في غزة، فقد جرح ثلاثة جنود صهاينة في هجوم فدائي نفذه فلسطيني على حاجز عسكري قرب مستوطنة كفار داروم، وسط قطاع غزة أسفر عن استشهاده أيضًا. وقال مصدر عسكري صهيوني إن فلسطينيًّا يركب دراجة قام بتفجير عبوة ناسفة عند مروره قرب سيارة جيب عسكرية، وأعلنت كتائب عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في بيانٍ- مسؤوليتها عن العملية الفدائية وسط غزة، وقالت إن منفذها هو "شادي النباهين"، وهو من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة. أما الثانية فجاءت عندما أطلق مسلحون فلسطينيون نيران أسلحتهم على قافلة للمستوطنين كانت تسير على طريق كارني نتساريم شرقي مدينة غزة. وقد رد جنود الاحتلال على مصادر النيران دون وقوع إصابات. من ناحية أخرى أصيب خمسة أطفال  بجروح مختلفة في بلدة بيت فوريك الواقعة شرقي مدينة نابلس بالضفة الغربية، وذكر مواطنون فلسطينيون أن جنودًا اقتحموا المدرسة الابتدائية الأساسية في البلدة، وانهالوا بالضرب على تلاميذ الصف الرابع والمدرسين، وأطلقوا قنابل الغاز والنار داخل المدرسة لإخلائها. وعلى الصعيد السياسي أعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن ثقته في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدمًا، مؤكدًا عزمه على العمل من أجل تطبيق خارطة الطريق. وقال بوش- في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيسة الفلبينية غلوريا أرويو في واشنطن-: إن خارطة الطريق تظل وسيلة تحقيق السلام، وهي لا تزال قائمة رغم ما يجري على الأرض. وحث الدول في المنطقة وفي أوروبا على دعم عملية السلام والدعوة إلى التخلي عن العنف. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر قال في وقت سابق إن بوش ما زال يعتقد على الرغم من الهجمات أن رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمود عباس معتدل ومؤيد للإصلاحات، إلا أنه قال إن من المهم أن يكافح كل الفلسطينيين "الإرهاب"، على حد قوله.