ها هو الإنسان الذي أعطاه الله صدرًا يسع الجميع، يسمع لهم بكل حب وعطاء، ولا يغلق بابه أمام مَن يحتاج محاورته ومناقشته؛ فيستوعبهم بهذا الصدر الرحب دون ضيقٍ أو زجر.

 

منحه الله سبحانه وتعالى حبًّا لدعوته، وجعلها في قلبه، وقد كانت دعوته هي شغله الشاغل، ولها الأولوية في كل شئونه الحياتية، فقد التحق بركب الجماعة منذ عشرين عامًا يتنقل في خدمة الدعوة، إنه رضا فهمي الذي اعتقلته أجهزة الأمن ضمن قضية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.

 

يؤكد كلُّ مَن يعرفونه بأنه رجل الأعمال الناجح ذو الشخصيه الودودة التي تحتضن كل العاملين معه، ويتميز بالهدوء، ومتبعًا حديث النبي- صلى الله عليه وسلم-: "مَن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرًا أو ليصمت".

 

وُلِد رضا فهمي في 31/12/1964م بحي شبرا بمنطقة القاهرة، وتخرَّج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ثم تمكَّن من الحصول على دبلومة في تحليل الإستراتيجية اليهودية، وهو يقيم الآن بحي شبرا.

 

ولاهتمامه بالقضية الفلسطينية مثله مثل الشرفاء من بني أمته، وحبه الشديد لها، وحرصه على التضحيه من أجل دعوته؛ فقد طالته يد الظلم بالاعتقال أكثر من مرة منذ التحاقه بجماعة الإخوان، أول مرة لاعتقاله كانت في عام 2002م، وأمضى ثلاثة أشهر خلف القضبان، ثم تبعه عددٌ من الاعتقالات خلال 2003 و2007م، والتي كان آخرها في أحداث غزة الأخيرة.

 

ورغم هذا الكم من الاعتقالات؛ فإن معنوياته مرتفعة، وإيمانه وثقته بالله تزداد يومًا بعد يوم، وأثناء مداهمة منزله كان حرصه الشديد على العلم، وكان يبحث عن الكتب التي سيستفيد منها أثناء الاعتقال.

 

زوجته صامدة ومحتسبة، تعاملت مع اعتقال زوجها بصبر وثبات، وعندما سألناها عن شعورها بعد اعتقال زوجها قالت بكل ثقة: "هي أوقات يقضيها من أجل الله عزَّ وجلَّ".

 

وتضيف قائلةً عن زوجها: إنه رجل صاحب شخصية قوية وذو تفكير سليم، يتميز بحكمته في الردِّ والتعامل مع الآخرين، سمته يبرز هدوء شخصيته وفهمه الواسع، مؤمنًا بالقول المأثور "خير الكلام ما قلَّ ودلَّ".