"أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، "وما عند الله خيرٌ وأبقى"، "اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا"، كلمات كثيرًا ما كان يرددها ليلاً ونهارًا، في منزله وسط أسرته، وفي عمله وسط زملائه، وفي الكثير من أعماله الخيرية وسط كل من يخالطه.

 

إنه الدكتور علي علي الحديدي، من مواليد 13/8/1966م، حاصل على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة المنصورة عام 1990م، ويعمل مدير وحدة بيطرية بمديرية الطب البيطري ببورسعيد، لديه خمسة من الأولاد، وتمَّ ترشيحه لعضوية المجلس المحلي لبورسعيد عام 1992م.

 

مشهود له بالنزاهة في عمله، وما أن يذهب إلى أي من المناطق التي تشهد على أعماله الخيرة، وبالأخص منطقة بحر البقر حتى يلتف الناس حوله، والبشرى تعم وجوههم لعلمهم أنه لا يأتي من ورائه إلا خير، له مكانته المتميزة، والتي تربعت في قلوب الكثيرين من عائلته وجيرانه وأسرته وزملائه في العمل، وهو مشهور بأعمال البر والخدمة الخيرية ورعاية المحتاجين، وكثيرًا ما كان يشارك في الصلح بين المتخاصمين.

 

هذه هي صفات رجل غيبته أيادي الظلم والفساد خلف القضبان مع مجموعة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، في الوقت الذي يرتع فيه المفسدون نهبًا في خيرات هذا البلد بتشجيع وتحفيز من نظام فقد أدنى درجات عقله.

 

حج وعمرة فقط!!

لم يعتقل د. الحديدي سوى مرة واحدة من قبل، والتي كانت منذ شهور قليلة، وقامت أجهزة الأمن بالاستيلاء على ما يقرب من 60 ألف جنيه كانت موجودةً بمنزله، وقالت أسرته إنه من المؤسف والمضحك في نفس الوقت أن يتمَّ اتهامه بتهمة "التنظيم الدولي"، رغم أنه لم يخرج من مصر نهائيًّا سوى مرتين، مرة للحج وأخرى للعمرة!!

 

وسام.. ووصمة!!

أثناء لحظات الاعتقال قال لأسرته: "لا تخافوا ولا تستسلموا ولا تحنوا رءوسكم، فنحن لم نفعل شيئًا يشيننا، وما الاعتقال في ظل هذه الحكومة الظالمة إلا وسام على رءوسنا، وعلامة أننا شرفاء، كما أنه وصمة عار عليهم بالذل والمهانة".

 

ويتذكر كمال محمد علي- أحد زملائه في العمل- د. الحديدي قائلاً: "أُصبت في حادث مروع منذ عدة شهور، وتمَّ إجراء عملية عاجلة لي وتركيب شريحة، ودفع لي د. الحديدي كل التكاليف التي تجاوزت 25 ألف جنيه، ولم يقبل أن أسددها له وقال لي: "المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"، ويضيف كمال: "قلب د. الحديدي يفيض حبًّا يشمل كل من حوله من الناس، كبيرهم وصغيرهم، ويكفيه فخرًا سمعته وسيرته وحب الناس له، ولم لا؟ وهو لا يكاد يرى أخًا له في كرب أو مأزق مادي أو معنوي إلا ويسارع إليه، ويرجو من الله أن يكون أول المسارعين له، يهرول إليه قبل أن يُلمح حتى باحتياجاته".