قرَّرت المفوضية القومية للانتخابات في السودان مد فترة الاقتراع في كلِّ ولايات السودان لمدة يومين، هما الأربعاء والخميس؛ لتصبح أيام الاقتراع خمسة أيام، واتخذت المفوضية القرار تأسيسًا للمبرِّرات الموضوعية من خلال الممارسة الانتخابية في يومها الأول، وكذلك لتمكين جميع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، ولتعويض الوقت الذي فُقِدَ بسبب بعض المعوِّقات والأخطاء التي صاحبت الاقتراع في يومه الأول، وكذلك لتمكين مناصري الأحزاب من الوصول إلى مراكز الاقتراع بكل سهولة ويسر، وقالت المفوضية إنها اتخذت هذا القرار بسبب حرصها على أن تكون نسبة تصويت الناخبين عاليةً.

 

من جانب آخر أوضحت المفوضية في اجتماعها الاستثنائي بعد ظهر اليوم أنها عملت على تصويب الأخطاء الفنية والإدارية التي برزت في اليوم الأول في عدد من مراكز الاقتراع، وأن عملية الاقتراع قد سارت بصورة طبيعية بعد معالجة هذه الأخطاء، هذا وقد تلقَّت المفوضية العديد من التقارير الواردة من لجانها بالولايات، التي تؤكد أن عمليات الاقتراع تمضي بشكل مقبول بعد معالجتها للمشكلات التي حدثت في تلك الولايات.

 

هذا وقد أنهى الناخبون السودانيون يومهم الثاني في الانتخابات الشاملة التي تشهدها البلاد للمرة الأولى منذ أكثر من 25 عامًا بهدوء كاليوم الأول، ولم تُسجِّل لجان الاقتراع والمراقبة التابعة للمفوضية القومية للانتخابات تجاوزاتٍ باستثناء بعض المشكلات الفنية التي استمرت لليوم الثاني بدرجة أقل كثيرًا من اليوم الأول.

 الصورة غير متاحة

 مواطن سوداني يطالع الكشوف الانتخابية قبل الإدلاء بصوته

 

وفي جولة لـ(إخوان أون لاين) على عدد من اللجان رصدنا تزايد الإقبال الجماهيري منذ الساعات الأولى للانتخابات، والذي قلَّ نسبيًّا في فترة الظهيرة، ثم عادت اللجان وشهدت زيادةً مرةً أخرى في فترة المساء وقبل غلق باب التصويت، وأكد عددٌ كبيرٌ من المراقبين المحليين الذين تحدثنا معهم- وخاصةً في الدائرة التي شابتها مشكلات يوم أمس- أن هناك تلافيًا واضحًا لعدد كبير من الأخطاء التي حدثت في أول يوم، والخاصة بتغيير الرموز الانتحابية أو بتبديل بطاقات الاقتراع بين الدوائر القريبة من بعضها، موضحين أن اللجنة العليا للانتخابات أخبرتهم أن المفوضية القومية تدرس مدَّ أجل التصويت أيامًا أخرى لم تحدِّدها في هذه الدوائر.

 

أما مندوبو المرشحين فتوافقوا- على مختلف اتجاهاتهم- على أن العملية الانتخابية تمر بسلام وهدوء ومشاركة إيجابية للغاية، وتوقَّعوا أن يكون يوم غد الأكثر ازدحامًا في اللجان؛ حيث يحشد المرشحون أنصارهم بشكل مكثف خلال الساعات الماضية.

 

ويقول بلال الميرغني "وكيل عن المؤتمر الوطني" أنه وزملاؤه من مختلف الاتجاهات باتوا أمس داخل اللجان لمراقبة الصناديق، وأنهم سوف يكرِّرون الأمر ذاته اليوم، موضحًا أن الجميع يشعر بنجاح التجربة رغم الأخطاء التي تعرَّضت لها.

 

ويشاركه في الرأي هشام عبد الحليم "وكيل لحزب المؤتمر الشعبي"، موضحًا أن هناك إقبالاً من مختلف الفئات، وأنَّ هناك رغبةً شعبيةً لانتقال السودان إلى التجربة الديمقراطية بالشكل الذي يضمن انتقال السلطة بالشكل السلمي.

 الصورة غير متاحة

لجنة انتخابية سودانية

 

وعن المشكلات التي برزت على السطح مع بداية عمليات التصويت، يضيف هشام أنها مشكلات فنية وإدارية متعلقة بالمفوضية التي تداركتها في اليوم الثاني.

 

وفيما يتعلق بالتعقيدات التي يمكن أن يواجهها الناخب نتيجة تعدد بطاقات الترشيح- سواء الرئاسية أو الولائية أو المجلس الوطني- تؤكد حليمة عبد المنصف "مراقبة محلية تابعة للشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات" أن عمليات التوعية التي سبقت الانتخابات قلَّلت من التعقيد الموجود فعلاً في الشكل الانتخابي، موضحةً أن رغبة السودانيين نحو الديمقراطية جعلتهم يتجاوزون أمورًا كثيرةً، وتمنَّت حليمة لو أُجريت الانتخابات على عدة مراحل، مبرِّرةً ذلك بأنه كان سيقلِّل من نسبة المشكلات التي حدثت.

 

وبعيدًا عن الشمال السوداني فقد سجَّلت نسبة المشاركة والإقبال علي الانتخابات في إقليم دارفور نسبًا مرتفعةً جدًّا، سواء في نسبة الإدلاء الفعلي أو نسبة الواقفين أمام لجان الانتخابات، وأكد لنا مراقبون من داخل الإقليم أن أكثر من 2000 ناخب وقفوا في طوابير أمام إحدى لجان الاقتراع التي أغلقت أبوابها في الساعة مساءً بعد قيام حوالي 750 شخصًا فقط بالإدلاء بأصواتهم.

طالع ملف الانتخابات السودانية