﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)﴾ (الأنفال).

حقيقة قرآنية وقانون إلهي وسنة واضحة.. أن يقابل الله مكر الظالمين بالخيبة والخذلان.. رغم توافر كل أسباب نجاحه المادية.

 

نعم مكر بنا الظالمون، اعتقلوا رجالنا الأطهار من جماعة الإخوان المسلمين، اقتحموا منازلنا بلا رادع، نهبوا بيوتنا بلا أي حق، أرهبوا وأفزعوا أبناءنا وصغارنا ونساءنا بلا أي خجل، حرمونا من أعز أحبابنا، ضيقوا علينا في أرزاقنا وأقواتنا بكل جبروت وطغيان!.

 

وظنوا أنهم كسرونا باعتقال آبائنا وحرماننا منهم.. وهزمونا بنهب وسرقة بيوتنا.. وأضعفونا وهزوا ثقتنا في رسالتنا ودعوتنا بإرهابهم لنا!.

 

لكن لا والله.. فهذا هو طريقنا الذي اخترناه لأنفسنا.. تأتي فيه الشدائد ليختبر بها الله قوة إيماننا وصدق ثباتنا ثم يأتي الفرج.

 

أما أنتم يا ظالمين..

فاعلموا علم اليقين بأن كل ما تفعلوه معنا من ظلم واضطهاد وبطش وجبروت؛ لن يثنينا أبدًا عن السير على نهج محمد صلى الله عليه وسلم والمضي في طريق دعوتنا، تلك الدعوة المباركة "دعوة الإخوان المسلمين".. دعوة الخير والنور للبشرية جمعاء.

 

ومن ثمار تلك الدعوة المباركة "خديجة هشام عبد اللاه".. خديجة طفلة تبلغ من العمر (13 عامًا)، ابنة المهندس هشام المعتقل أثناء اقتحام منزل والدي أ. عبد الحميد بنداري.

 

خديجة طفلة بسنها الصغير، ولكنها عظيمة بثباتها، كبيرة بإدراكها الواعي وثقتها في أبيها ورسالتها ودعوتها.. هي خديجة "ابنة الإخوان المسلمين".

 

ولأن القانون الإلهي لا يتبدل، ولأن السنة الربانية ماضية، فقد كان مكرهم إلى زوال.. فخديجة لم تخش يومًا إلا خالقها.. لا ترهب أمن الدولة.. لا ترهب السجن ولا السجان.. رافعة رأسها في السماء فخورةً بأبيها الغالي م. هشام.

 

على يقين بأن أباها مجاهد في سبيل الله؛ لأنها تربت على أن أفضل الجهاد "كلمة حق عند سلطان جائر".

 

خديجة تعلم جيدًا أن ساعة الفرج قريبة، ولا يضرها أي شيء سوى لوعة فراق أبيها الحبيب.. لكنها عاهدت الله أن تظل سائرةً على نهج أبيها ودعوة الإخوان.

 

ولأن خديجة ينبوع من الرقة، ولأنها تحس بالظلم وتتألم من فراق أبيها.. فقد كتبت خديجة بيديها الرقيقتين خطابًا أرسلته لأبيها في المعتقل.. خطاب خديجة صغيرًا بحروفه.. كبيرًا وعظيمًا بمعانيه.

 

رأيت الخطاب مع والدتها في المحكمة أثناء عرض الإخوان في النيابة قبل أن تعطيه لزوجها.

 

دمعت عيني من كلمات تلك الطفلة وثباتها المذهل.. لكنني لم أندهش كثيرًا لأنها نبتة صالحة تربت في مدرسة الإخوان!.

 

فأردت أن أنقله لكم.. بل للعالم أجمع.. لترى كل الدنيا عزة أطفال الإخوان، وقوة ثباتهم، وصبرهم المذهل، وثقتهم اللا محدودة برسالتهم وفخرهم الشديد بدعوتهم.

 

يا أيها العالم اسمع كلمات تلك الطفلة العظيمة.. "ابنة الإخوان" خديجة.

(أبي الحبيب..

لا تخش شيئًا..

فإنا وإياك على الحق.. فسر..

قلوبنا حاملة لذكراك..

حتى ترجع إلينا عزيزًا..

أنت عندهم أسير..

أما عندنا عزيز كريم..

لم تصمت على الحق أبدًا..

وهكذا كان الحبيب..

فاثبت على الحق دومًا..

فإنك على هدى الحبيب تسير..

وأما علينا، فلا تخش شيئًا..

فإنا لا نخاف أحدًا..

سوى الحرقة التي في صدورنا..

من مفارقة الحبيب).. (خديجة)

 

دمتِ عزيزةً قويةً يا خديجة، وجعلك الله من السائرات على نهج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.

------------

* ابنة عبد الحميد بنداري المعتقل ضمن مجموعة الشرقية.