عاجل..

- قصفٌ مكثفٌ بالدبابات والـ"إف 16" يحرق مئات المنازل ويصيب عشرات المواطنين بغزة.

 

- استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين.

 

- أغارت طائرات الاستطلاع الصهيونية على عدة مواقع مدنية، واستهدفت عددًا من المباني والمساجد.

 

- دبابات الاحتلال تتوغل في مناطق متعددة في القطاع، وواصلت القوات الصهيونية حملةَ تجريف الأراضي الزراعية للمواطنين.

 

- مجزرة صهيونية جديدة على قطاع غزة.

 

تعوَّدت الصحف الفلسطينية أن تكون تلك العبارات هي العناوين العريضة في صفحاتها الأولى، وينام أطفال غزة على أصوات الصواريخ ويستيقظون عليها ويحلمون بها، على ذلك تعودوا وهي بالنسبة لهم الحدوتة اليومية.

 

فكلما يشرق علينا فجر جديد يحمل معه آمال مشرقة تطوي سنين القهر والعذاب، يأبى الاحتلال إلا أن يُدمِّر أحلامنا ويجهض من عزيمتنا.

 

فكلنا يُذكِّر الانتفاضة الأولى عام 1987م وما حملته من قتلٍ وتدميرٍ ونهب للأراضي وتضييع للحقوق، وصور الجنود الصهاينة وهم يكسرون لأذرع الفلسطينيين وجماجمهم.. تلك كانت سياسة المجرم رابين.

 

فبزغت علينا آمال بأن نعيش كباقي الشعوب فطوت أوسلو في عام 1993م تلك المرحلة، وفرح أهلنا في غزة بل في فلسطين كلها، واستقبلوا القيادات وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات بالورود والزغاريد، وسرعان ما اختفت تلك الفرحة وانكشفت المؤامرات الصهيونية من ملاحقة للمجاهدين واستهدافهم، وبناء المزيد من المستوطنات وتوسيعها وسرقة الأراضي ونهب للمياه الفلسطينية، وكذلك الحفريات تحت الأقصى ومحاولة تهويد القدس.

 

أراد شارون أن يدنس المسجد الأقصى فهب الشرفاء نصرة لأولى القبلتين واندلعت الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) عام 2000م، ودمرت طائرات العدو كل مقومات الدولة الفلسطينية من مطار غزة الدولي والمراكز الأمنية والحكومية واستهدفت العديد من القادة العظام والمسئولين السياسيين من كافة الفصائل الفلسطينية، ظنًا منها بأنها ستكسر من شوكة وعزيمة الفلسطينيين.

 

ولكن إرهابهم لا يزيدنا إلا إيمانًا بزوال الاحتلال وإصرارًا على تلبية فريضة الجهاد، وتم دحر قطعان المستوطنين وانتهى الوجود الاستيطاني الصهيوني في قطاع غزة في سبتمبر 2005م، وأقيمت الاحتفالات الضخمة والمهرجانات احتفالاً بهذا النصر المحدود.

 

وبدأ المواطنون بالتقاط أنفاسهم وجرت الانتخابات الفلسطينية الرئاسية في عام 2005م، وعبر الشارع الفلسطيني عن رأيه بكل نزاهة وانتخب السيد محمود عباس رئيسًا للسلطة الفلسطينية، وحركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006م.

 

ولكن اصطدم الشارع الفلسطيني بالواقع المرير والمواجهات والاقتتال الداخلي، وكانت من أصعب الأيام التي شاهدناها؛ حيث تركنا عدونا الحقيقي يتربص بنا، والذي أعلن فيما بعد أن قطاع غزة "كيان مُعادٍ".

 

وجاء اتفاق مكة لعله ينهي تلك الفترة المؤلمة ويتكاتف الفلسطينيون ويوحدوا كلمتهم ويقفوا في خندق واحد لمواجهة العدو الحقيقي حتى دحره من أرضنا، فخرج الناس إلى الشوارع من كل الفصائل والأعمار فرحين بيوم جديد وأمل يتجدد، وأطلقوا آلاف الرصاصات في الهواء تعبيرًا عن سعادتهم بالوحدة الوطنية.

 

واختطفت الابتسامة وسُرقت الأحلام، وحُوصرت غزة- ولا أجد كلمات أُعبِّر فيها عما حدث- حكومتان لوطن مغتصب حكومة في غزة وأخرى في رام الله، وعبَّرت طائرات العدو عما يريده المجتمع الدولي عَبْر الصواريخ والقنابل الفوسفورية فشنَّت على قطاعنا الحبيب في 27 ديسمبر 2008م حربًا أكلت الأخضر واليابس.

 

هذا هو قدرك يا غزة أن تعيشي بين الآلام والجروح وبين آمال التحرير والنصر المبين.

 

ويطل علينا عام 2011م إشراقه لآمال جديدة، وليكن هو:

- عام تحرير الأسرى وإتمام الصفقة دون استثناء أو إبعاد أحد منهم.

- عام المصالحة الوطنية (مصالحة حقيقية) وإعادة اللحمة لشطري الوطن.

- عام فك الحصار عن قطاع غزة وفتح جميع المعابر والحدود.

- عام النصر والتمكين.

 

وبما أن الموتَ حتمٌ آتٍ في موعدٍ لا يعلمه إلا الله، فليكن شهادةً في سبيل الله، منتفضين على كل المؤامرات والاتفاقات المهينة، ونأبى إلا أن نعيش حياةً حرةً كريمةً، رافعين رءوسنا لا نركع إلا لله ماضين قدمًا حتى تحرير كل شبر في فلسطين.

-------

* كاتب من غزة