كان وما زال النفاق من أشد الصفات كراهيةً وبغضًا لذوي النفوس السليمة والفطرة النقية، ومن أجمل ما سجَّله الأدب العربي الساخر ما كتبه مصطفى صادق الرافعي عن المنافق الذي له أكثر من وجهٍ يتقلب بين الناس وبين الآراء والصلات لا يلوي على شيء سوى نفاقه وحسده وكيده للآخرين:

وجوهك شتَّى: واحدٌ ذو بلاهة     وآخر من هذي البلاهة باردُ

ووجهٌ أرى فيه النفاق ملونًّا          وآخر إن يبصر ذوي الفضل حاسدُ

ووجهٌ من الكيد المُخبَّأ بارقٌ       ووجهٌ من اللؤم المشهَّر راعد

فيا عجبًا تمشي بستة أوجهٍ          مع الدهر بين الناس واسمك واحد!