كان الشيخ علي الليثي من سُمَّار الخديو إسماعيل، ومن بعده توفيق، وكانت له بالقصر حجرة خاصة.

 

فمرَّ المهردار على هذه الحجرة يومًا، فرأى مكتبًا فخمًا، وأثاثًا جميلاً، ورأى الليثي جالسًا أمام المكتب، وليس له عمل في القصر ولا في الدولة، فكتب على باب الحجرة بالطباشير: (إنما نطعمكم لوجه الله) ومضى.

 

ورآه الليثي وهو يكتب، فقام ليرى ماذا كتب، فلما قرأه توجه إلى حجرة المهردار، وكتب على بابها بالعامية المصرية مستخدمًا الجناس بين المهردار الوظيفة الخاصة بالمسئول عن الخيل الخديوية، وبين المهر وفعل دَارَ:

عملتْ ساقية من دهبْ          تِرْوِي رياض الجُلَّنار

عَلَّقْتْ فيها الطور عِصِي         علقت فيها المهر دار