* أيها العلمانيون الفضلاء.. توحَّدنا في الثورة، ونجحنا في إسقاط النظام المستبد؛ أفلا نتوحد من أجل معركة البناء؟!

 

* أيها العقلاء.. لديكم مخاوف حقيقية، ولكم تساؤلات مشروعة، وحقكم علينا أن نبدِّد مخاوفكم ونجيب عن تساؤلاتكم، ونبعث إليكم برسائل الطمأنة؛ لكننا نرجو منكم أن تصدقونا وتثقوا فيما نقول.

 

* تبدون إعجابكم بالتجربة التركيَّة تارةً، وبالتجربة التونسيّة تارةً أخرى، فلماذا لا تصبِّرون أنفسكم قليلاً وتنتظرون التجربة المصريّة؟!.

 

حديثي هنا إلى العلمانيين الفضلاء، الذين ننتظر منهم موقفًا الآن..

 

حديثي إلى العقلاء من العلمانيين والليبراليين الذين يقدِّمون مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.

 

لا أتحدث إلى أولئك المتطرفين الذين يسلكون كل السبل- مشروعة وغير مشرعة- للنيل من خصومهم السياسيين.. هؤلاء الذين يشنون حملة شعواء لتشويه المختلفين معهم، شعارهم: الغاية تبرِّر الوسيلة، حتى لو كانت الوسيلة هي إلصاق التهم والنقائص، وإشاعة الأكاذيب عن الخصوم.

 

لا أقصد بحديثي هؤلاء الذين كانوا بالأمس يعلموننا معنى الديمقراطية، ومعنى الاحتكام إلى الإرادة الشعبية، وعندما انعكست هذه الإرادة في غير صالحهم، أرادوا الانقلاب عليها بزعم أن الفائزين يهددون الديمقراطية، وأن الشعب لم يحسن الاختيار؛ لأنه في نظرهم يتسم بالجهل وقلة الوعي!.

 

إلى الفضلاء العلمانيين الذين أثق في وطنيتهم وحبهم لهذا البلد أقول: جاء دوركم الآن، فتعالوا معنا إلى كلمة سواء، نعمل لهذا الوطن، نرص صفوفنا لبناء مصر الجديدة التي نعيش على أرضها ونستظل بسمائها، فمصر وطن الجميع وسيسهم في بنائها الجميع أيضًا.

 

أيها الفضلاء.. سقط عدوُّنا المشترك بفضل الله ثم بفضل ثورتنا التي شارك فيها الجميع- كلٌّ حسب طاقته- ودفعنا بفضل الله مع غيرنا من أبناء مصر المخلصين فاتورة هذه الثورة، عبر شهداء وجرحى ودماء وأموال أنفقت من أجل إنجاحها.

 

لم نكن وحدنا في الثورة كما أسلفت؛ فالكل ضحَّى والكل قدَّم لهذه الثورة؛ من أجل أن نرى هذا اليوم الذي نعيش فيه الآن.

 

أيها العلمانيون الفضلاء.. توحَّدنا في الثورة، ونجحنا في إسقاط النظام المستبد الذي أفسد ودمَّر وعطَّل وخرَّب، أفلا نتوحد من أجل معركة البناء؟!

 

دفعنا جميعًا من حريتنا في ظل القهر والاستبداد، أفلا ننعم معًا بأجواء الحرية والكرامة؟!

 

انتظرنا هذا اليوم الذي يعبّر فيه الشعب عن إرادته في صناديق شفَّافة، وتحت إشراف قضائي كامل، وعبر إقبال جماهيري لم يسبق له مثيل في التاريخ المصري.. أفلا نرتضي هذه الإرادة ونتعاون معًا في معركة البناء، حتى نضع مصرنا الحبيبة في مصاف العالم المتقدم، ونحقق لشعبنا الحبيب ما طالب به من عيش كريم، وحرية، وعدالة اجتماعية؟!

 

أيها العقلاء.. لديكم مخاوف حقيقية، ولكم تساؤلات مشروعة، وحقكم علينا أن نبدد مخاوفكم ونجيب عن تساؤلاتكم، ونبعث إليكم برسائل الطمأنة.. لكننا نرجو منكم أن تصدقونا وتثقوا فيما نقول؛ لأننا لا نكذب، بل نعاهد الله ثم شعبنا العظيم الذي حمَّلنا الأمانة الثقيلة أن نؤديها بحقها ونسأله سبحانه أن يوفقنا لذلك!.

 

أيها الفضلاء.. أنتم أهلنا وإن اختلفت برامجنا، وأنتم عشيرتنا وإن تفرقت وسائلنا.. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. وقديمًا اختلف علماؤنا، لكن العظام منهم لم يدَّعوا لأنفسهم العصمة أو الحكمة، بل كان أحدهم يقول للآخر: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

 

ونحن أبناء مدرسة تعلَّمنا منها أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويُرَدُّ إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وتعلَّمنا فيها القاعدة الذهبية: "نتعاون فيما اتفقنا فيه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا عليه".

 

وفي كلمات مختصرة أطمئنكم على أن التحالف الديمقراطي الذي يقوده حزب "الحرية والعدالة" يمد يده لكل الأحزاب والقوى السياسية للتعاون في مرحلة البناء، وأنه سيعمل مع شركائه على أن تكون لجنة المائة- التي ستضع دستور البلاد- معبرة عن كل أطياف المجتمع وتياراته وأفكاره، وأنه سيكون خادمًا للشعب المصري وليس سيِّدًا عليه، وسيسعى بكل ما أوتي من جهد لبناء دولة الحرية والعدالة، والمساواة بين الجميع، لا فرق في ذلك بين مصري وآخر؛ لا بسبب دين أو لون أو فكر أو تيار سياسي.

 

وأن حزب "الحرية والعدالة" يؤمن بالتنوع الذي يثري، انطلاقًا من فهمه للأحزاب السياسية على أنها مذاهب في السياسة، ويرجو أن يتحاور أهلها للوصول إلى ما فيه خير البلاد والعباد.

 

سيسعى الحزب والمتعاونون معه إلى التركيز على القضايا الكلية التي يعاني منها شعبنا الصابر، وما أكثرها، وسيتجنب- ما أمكنه ذلك- الخوض في الفرعيات، ويتمنى على الجميع أن يشاطره نفس المسعى.

 

لا نية لدى "الحرية والعدالة" وشركائه لإصدار أي تشريع يحد من حريات المصريين، كما أنه لن يتدخل في الحريات الخاصة للمصريين، ولن يقدم على منع السياحة، أو إغلاق البورصة والبنوك كما يزعم بعض المحرِّضين.

 

كما أنه لا نية لديه لفرض الحجاب على المصريَّات كما يزعم البعض، فحرية الاعتقاد كفلها الإسلام فكيف به يفرض الحجاب قسرًا؟!

 

وختامًا أيها العلمانيون الفضلاء، أنتم تبدون إعجابكم بالتجربة التركية تارةً، وبالتجربة التونسية تارةً أخرى، فلماذا لا تصبِّرون أنفسكم قليلاً وتنتظروا التجربة المصرية؟!

 

أرجوكم انتظروا قليلاً وتعاونوا معنا؛ لأننا نملك تجربة جديدة نتمنى أن تعجبكم!.

 

وإنَّا على ثقة كبيرة في أن المصريين الذين بهروا العالم بثورتهم.. سيبهرونه أيضًا بتجربتهم في البناء!.

 

والحمد لله..

 

----------------
• 
[email protected]