يتخوف الكثير من الإسلاميين بعد وصولهم البرلمان بنسبة تؤهلهم لتشكيل حكومة بعد ثورة 25 يناير المجيدة.

 

وهذا التخوف لدى البعض قد يكون له سببه، وهو ما غرسه النظام البائد في أذهان وعقول المصريين وغيرهم من الغرب وأذنابه في بلاد الشرق من أن الإسلاميين هم البديل السياسي للحكم، وكان الهدف من ذلك تبرير حكمه القمعي وفساده السياسي.

 

وحقيقة الواقع تقول غير ذلك، فالحكومة التونسية تمَّ تشكيلها بتوافق وطني، وقد فاز حزب النهضة الإسلامي بأكثر من 40%، وكذلك الحال في المغرب التي دعا مؤخرًا حزب العدالة والتنمية الإسلامي لتشكيل الحكومة، وسبق هذا وذاك حكومة تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية التركي الإسلامي.

 

ومع هذا لم تنقلب الدنيا رأسًا على عقب، بل سارت الأمور وتسير بصورة أفضل مما كانت عليه في العصور السابقة.

 

ونحن نقدر أن مصر غير أي بلد آخر بمكانها ومكانتها وتاريخها، وقدرتها على قيادة المنطقة كلها، وفي هذا معارضة لأغراض أخرى وأقوام آخرين لهم مصالح تتناقض مع خيار الشعب الحالي.

 

إن التحديات التي تواجه التيار الإسلامي بمصر بعد برلمان الثورة لتبديد هذه التخوفات تتلخص في ثلاثة محاور رئيسة، وكل محور منها يحتاج إلى تفصيل:

 

الأول: جذب الاستثمارات الخارجية والداخلية، ودفع عملية الإنتاج والتنمية والنهضة بالبلاد.
الثاني: التعاون والتكاتف والتماسك بين أطياف الحركات الإسلامية؛ لأن الفشل والإخفاق- لا قدر الله- سيلحق بالجميع.

 

الثالث: الحفاظ على النظام الديمقراطي بشوريته وحريته وتداوله السلمي للسلطة، وإعطاء النموذج الأمثل في ذلك.

 

أخيرًا.. فإن طريق النهضة والإصلاح والبناء طويل، ولا يتحقق بين يوم وليلة، ولكن مسافة الألف ميل تُقطع بخطوة.

-------------------------

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف