بعد أن أجريت انتخابات مجلس الشعب سنة 2010 نجح أحمد عز بأساليب التزوير الفج في أن يحرم الإخوان المسلمين من نجاح عضو واحد، وأخذته العزة بالإثم، فتوالت مقالاته في صحيفة "الأهرام" يعلل ويبرر.

 

وننقل بعض السطور من تصريحه في "الأهرام" بتاريخ الخميس 23/12/2010م: "هذه دعوة لقراءة الكثير من تفاصيل انتخابات مجلس الشعب الأخيرة‏..‏ تفاصيل تفسر أسباب فوز الحزب الوطني بعدد كبير من المقاعد، وأيضًا عوامل هزيمة المعارضة الحزبية ومرشحي جماعة الإخوان المحظورة في عدد من الدوائر‏..‏ قد تكون الوتيرة السريعة للانتخابات وحدوثها على مستوى ‏222‏ دائرة في يوم واحد لم يمكنا الإعلام من قراءة ما هو أبعد من النتائج بمجرد إعلانها‏..‏ لكن ما حدث يستحق أن نتأمله ونفكر فيه بروية‏؛‏ حتى يمكن أن نفهم الصورة الكاملة.

 

ومن الطبيعي أن تكون أول لقطة في الصورة هي مقارنة بين مصر في ‏2010‏ ومصر في‏ 2005. (وهي الانتخابات التي نجح من الإخوان فيها 88 عضوًا).

 

صحيح أن أي حزب يحتاج إلى بذل جهد تنظيمي لحفز الناخبين لدعم مرشحيه في أي انتخابات عامة، إلا أن هذا الجهد ليس هو الحد الفاصل بين الفوز بأغلبية أو خسارتها، خاصةً إذا كنا نتحدث عن حزب الأغلبية المشكل للحكومة‏..‏ في هذه الحالة‏، فإن جزءًا مهمًّا من أي تصويت في أي انتخابات عامة يكون اقتراع ثقة على ما حققته أو ما لم تحققه الحكومة القائمة‏..‏ ذلك هو العامل الرئيسي المحرك لاتجاهات التصويت...".

 

وعقدت أول جلسة بمجلس الشعب، وتعجب العالم كله ألا يكون فيه عضو واحد من جماعة الإخوان المسلمين الذين يعتبرون أقوى تنظيم في مصر.

 

وفي هذه الجلسة قال فتحي سرور بالحرف الواحد: "الحمد لله إن ربنا ريَّحنا منهم".. قلت في نفسي: "إن الله يمهل ولا يهمل"، وجاءت انتخابات 2011 ويمثل الإخوان فيها الأغلبية الساحقة، وهذا تصوير للواقع لا غرابة فيه.

 

والآن نرى فتحي سرور وراء القضبان، وكذلك أحمد عز وأمثالهما، كل هؤلاء يحاكمون على جرائمهم التي ارتكبوها في حق الشعب.

 

ولقد أدليت بصوتي أنا وزوجتي في الانتخابات الأخيرة؛ فما وجدت نظامًا ونظافة ونزاهة ودقة تشبه ما رأيته في لجان الانتخابات.. إنها صفحة مشرقة لوجه مصر الحاضر الذي ينتظر مستقبلاً أكثر إشراقًا من الحاضر بمشيئة الله.

 

ومن ناحية الكمّ، نرى المقبلين على الإدلاء بأصواتهم في انتخابات 2011، فإذا بهم أغلبية الشعب، فإذا وازنَّا بين هذه الصورة وصورة المدلين بأصواتهم في انتخابات 2010 لقلنا: أدلى أغلب الشعب بأصواته في الأولى، وشوَّه أحمد عز الأصوات وسودها بنفسه وقلمه الآثم؛ لذلك يلقى جزاءه في الدنيا، وعذاب الله أشد.

 

وصدق الله سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)) (البقرة).

 

-----------

*[email protected]

[email protected]