استكمالاً للمسيرة التي بدأها المصريون في يوم 25 يناير 2011م، نزل الآلاف من الشعب المصريين لاستقبال نواب برلمان الثورة كما نزلوا من قبل بالملايين للتصويت على التعديلات الدستورية في مارس الماضي، ثم التصويت في الانتخابات البرلمانية الشهرين الماضيين لبناء أول مؤسسة تشريعية تعبر وبصدق عن نبض الشارع المصري.

 

(إخوان أون لاين) التقى بعدد من الواقفين أمام مجلس الشعب للترحيب بالنواب الجدد ليتعرف على أسباب مشاركتهم في هذا الحدث الكبير.

 

وأكد إبراهيم شعبان، محاسب، أنه أصر على المشاركة في استقبال نواب الثورة لإرسال عدد من الرسائل؛ أهمها: استقبال النواب الذين اختارهم الشعب بإرادته الحرة، وتذكير النواب بالمسئولية التي يتحملونها، فالشعب المصري ينتظر الكثير منهم، كما يجب أن يعلموا أن عضوية مجلس الشعب أصبحت تكليفًا وليست تشريفًا أو منصبًا وجاهًا كما كانت من قبل في عهد النظام البائد.

 

وتابع: "وأتينا أيضًا لنقول لأعداء الثورة: إننا مستمرون في ثورتنا، وسنستكمل تحقيق أهدافها من خلال البرلمان الذي سيعمل على سنِّ القوانين التي تحفظ لجميع طوائف الشعب المصري حقوقه، بالإضافة إلى ذلك أردنا توصيل رسالة حب لكل نواب البرلمان على اختلاف انتماءاتهم السياسية، دون تفرقةٍ بين نائب وآخر".

 

أما محمد حسني والذي يعمل مرشدًا سياحيًّا منذ ما يقرب من 19 عامًا، فعبَّر عن سعادته في مشاركة نواب مجلس الشعب والشعب المصري بأول جلسة لأول برلمان ديمقراطي بمصر، وقال: "إن المزاعم التي يطلقها البعض عن انهيار قطاع السياحة بسبب حصول الإسلاميين على أغلبية البرلمان هي مزاعم باطلة، فأنا أعمل بالسياحة وأتيت لأشارك الشعب المصري الشعور بالتغيير الذي أتت به الثورة المصرية، ثم أول انتخابات برلمانية ديمقراطية حرة ونزيهة".

 

وأضاف أن النواب الجدد يجب أن يستشعروا ثقل المسئولية الملقاة على كاهلهم؛ حيث إن هناك الكثير من التشريعات التي تنتظر إصلاحاتهم من أجل النهوض بهذا الوطن.

 

ولم يخلُ المشهد من أقارب شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذا اليوم، حيث حضر محمد عبد الرزاق زوج أخت الشهيد مصطفى الصاوي بتوصية من زوجته ووالدة الشهيد، حيث يرون أن هذا المجلس هو أول خطوة لاسترداد حق شهداء الثورة المباركة، وأكد عبد الرزاق أن سبب مجيئه هو إعطاء دفعة للنواب وتحميلهم مسئولية دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل استرداد الشعب المصري حريته، مؤكدًا أن والدة الشهيد مصطفى الصاوي نزلت الانتخابات البرلمانية وهي تحمل صورة مصطفى وتبلغ الجميع أن صوتها سيسعد روحه الكريمة.

 

أما رامي علي، طالب بمعهد التعاون، فلم تمنعه امتحاناته من الاحتفال بهذه المناسبة، فقال إنه أتى ليرى أول مطلب من مطالب الثورة يتحقق بإرادة الشعب المصري، قائلاً: "لم أستطع أن أجلس في بيتي"؛ على الرغم من انشغاله بالمذاكرة.

 

كما حضر أمام البرلمان يسري الخولي ورضا رشوان المرشحان في ذيل قائمة حزب الحرية والعدالة بالدائرة الرابعة؛ على الرغم من أنهما لم يوفقا في دخول البرلمان، إلا أنهما أبوا إلا أن يشاركوا إخوانهم فرحتهم بدخول برلمان الثورة، وقد غلبتهم دموع الفرحة، حيث اعتبر يسري الخولي نجاح رقم واحد من قائمة الحزب هو نجاح لكل المرشحين على القائمة، موضحًا أن استقبال نواب المجلس بهذا الاحتفاء تعبر عن يقظة هذا الشعب الذي ثار من أجل حريته وكرامته خلال ثورة 25 يناير؛ حيث تعتبر أول جلسة هو تسليم لأول سلطة تشريعية للمدنيين من المجلس العسكري.

 

وأضاف: "نحن اليوم نقطف أول ثمرة من ثمرات الثورة المباركة، وأحسب نفسي من زرَّاع هذه الثمار، ولذلك أتيت لأرى ثمرة جهدي، وأنا على يقين بقدرة إخواني الفائزين من القائمة على تحقيق آمال وطموح الشعب المصري، وسأظل خلفهم أمد لهم يد العون لمساعدتهم على تحقيق ذلك".