تمر اليوم الذكرى الرابعة لجريمة العصر.. مذبحتي ميداني رابعة العدوية والنهضة؛ اللتين ارتكبتهما أجهزة السلطة الانقلابية بعد اختطافها الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي، واستيلائها بالقوة على الحكم في البلاد؛ لتستكمل جريمتها بارتكاب هاتين المجزرتين اللتين قامت فيهما بتوجيه سلاحها إلى صدور المصريين العارية، وقتل آلاف الأبرياء منهم بدم بارد، في مشهد مروع، وبلا وازع من دين أو ضمير أو أخلاق.


إن يوم الرابع عشر من أغسطس 2013م سيظل يومًا فاصلاً في تاريخ مصر والمنطقة، وشاهدًا على جريمة نكراء ارتكبتها طغمة الانقلابيين ضد الشعب المصري؛ الذي انتفض للدفاع عن حقوقه المغتصبة، في هبّة شعبية سلمية باهرة، قابلتها أجهزة السلطة الانقلابية وداعميها ومؤيديها، من قيادات شرطة وقضاة وإعلام ودعاة وعلماء دين وفنانين ورجال أعمال..، بكل عنف وتزييف ونكران!.


واليوم، ونحن على أعتاب عام خامس من ذكرى الجريمة النكراء - التي سبقتها جرائم في بورسعيد ومحمد محمود ومجلس الوزراء والنهضة الأولى وماسبيرو 1و2 والحرس الجمهوري ورمسيس 1و2 والمنصة وغيرها - لا بد أن نؤكد جملة من الحقائق كشفتها تلك الجرائم:
- لقد تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن عقيدة جنرالات العسكر تتركز في التشبث بالسلطة والاستماتة في الدفاع عنها


- أن سلاح الشعب بدلاً من أن يحميه أصبح أداة لقتله وحماية مصالح أعدائه!


- أن دماء الشعب المصري وأموال وأعراض أبنائه باتت مستباحة وأنه ليس هناك ما يعصمها ويحميها!


- انتهاء دولة القانون بعد أن سخرت السلطة الانقلابية بعض مكونات السلطة القضائية لخدمة مصالحها والتغطية على جرائمها


- أن سياسات السلطة الانقلابية أدت إلى أن انتهاك الحرمات وانتهاك الأخلاق وانتهاك الرجولة وانتهاك كل فضيلة حتى توارت الفضائل وحلت محلها كل رذيلة سافرة!


- أن ما جرى في ميداني "رابعة" و"النهضة" كان أبشع مأساة ماتت فيها إنسانية بعض المصريين، وأظهرت من هو "البطل" الحريص على مصالح البلاد ومن هو المجرم.


إننا نرى في كل تلك الحقائق عوامل قوية لإنضاج ثورة الشعب من جديد، وستظل رابعة أيقونة الثورة الحقيقية، وسيظل شعارها مرفوعًا أبد الدهر؛ لأنها رمز لانتفاضة شعب أبِيّ، تبعتها جريمة خائنين خسيسين.


إن الإخوان المسلمين لم يرابطوا في ميدان رابعة وحدهم، بل كانوا بين كل أطياف الشعب المصري، وإن دماء شهدء رابعة وتضحيات أحيائها الذين تم الزجّ بهم في السجون لن تضيع هدرًا، بل ستظل لعنة على من استهان بالأرواح وصادر الحريات ومزق وحدة الشعب وجرّ البلاد إلى الهاوية.


تحيةً لأرواح الشهداء، وللأبطال الصامدين خلف القضبان، وفي مقدمتهم الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي، وتحيةً لكل الثوار الأحرار في ربوع مصر، وتحيةً لأمهات وذوي الشهداء جميعًا، وإننا على العهد ماضون محافظون على الشرعية ودون تفريط في الدماء أو تنازل عن الحقوق، حتى تنتصر الثورة ويتحقق القصاص وتسترد الحقوق وينقشع الظلام ويعم مصر نور الحق والعدل والحريّة.


والله أكبر ولله الحمد
جماعة الإخوان المسلمين
الأحد 21 ذي القعدة 1438 هـ = الموافق 13 أغسطس 2017م