لن ينسى الشعب الفلسطيني المكافح، ومعه الشعوب العربية والإسلامية ذلك اليوم المشئوم، يوم نكبة فلسطين، الذي سبقه وتبعه ارتكاب أبشع المجازر بحق أبناء فلسطين واقتلاع الآلاف منهم من ديارهم وتشريدهم، وغرس الكيان الصهيوني في أرضهم، تحت إشراف الاحتلال البريطاني في ذلك الوقت وبدعم من القوى الكبرى.

وتأتي الذكرى الحادية والسبعين لهذه النكبة (15 مايو) في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لتنفيذ ما يسمى "صفقة القرن"، تلك النكبة الجديدة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وذلك بعد أن انتُزع الاحتلال الصهيوني ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين وشُرّد أكثر من ٨٥٪‏ من سكانها، وتأتي الصفقة الجيديدة - وفق ما تسرب عنها - لتتيح للكيان الصهيوني التهام ما تبقى من الأراضي، والسيطرة على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وإلغاء حق العودة بالسعي لتوطين اللاجئين في بلدان إقامتهم وتبديد آمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

والإخوان المسلمون إذ يُوجهون التحية لكفاح الشعب الفلسطيني ولمقاومته الباسلة ولدعم وتضحيات الشعوب العربية والإسلامية، يؤكدون أن القضية الفلسطينية كانت وستظل القضية المركزية للأمة ولن يتخلوا عنها أبدًا تحت أي ظرف، كما يجددون رفضهم الكامل لتلك الصفقة المشبوهة، مُطالبين الأمة الإسلامية جمعاء وكل القوى الحية وأحرار العالم بالتحرك لوقف تنفيذها ودعم المقاومة في كفاحها من أجل تحرير فلسطين.

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}

والله أكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمون

الأربعاء ١٠ رمضان ١٤٤٠ هـ - ١٥ مايو ٢٠١٩م.