* ابنتي في الصف الثالث الإعدادي، وعلمتُ أنها كانت على علاقة بشاب، وأنهت العلاقة عندما شعرت أنها على معصية، وتحاورنا كثيرًا، ولم أُعلِمْ والدَها ولا أحدًا بهذا الأمر، ولكن السؤال: كيف أحميها من هذا الزلَّل؛ خشيةَ أن تقع فيه وتَعبُر هذه المرحلة بأمان؟!

 

يجيب عليها د. حاتم آدم.. الاستشاري النفسي للموقع:

** الأخت الفاضلة حنان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يبدو أنكِ منشغلة بأمور أخرى عن بناتك؛ فهذه الأمور لا بد لها من تطعيمات سابقة؛ فكثير من  البنات الآن في جميع مدارس الإعدادي والثانوي يتكلَّمْن فيما بينهن عن الحب، وأن كل فتاة لا بد أن يكون لها حبيب، والتي لا تفعل ذلك معقَّدة، وأنه لا داعي لأن يعرف الأهل بهذا؛ لأنه حين يتطوَّر المجتمع ويترقَّى سيكون هذا أمرًا طبيعيًّا، فيجلسن ليتبادلن بينهن أرقام هواتف الشباب، ودائمًا ما تجلس إحداهن وتكذب وتصف علاقتها بالشاب معها، وزيدي على ذلك أن كل وسائل الإعلام تروِّج للحب وتغنِّي له، كأنه القيمة الوحيدة والكبرى في الحياة، وكأنه المنفذ الوحيد للسعادة..

 

كل هذه الأمور تحيط بعقل الفتاة المراهقة، فأين نحن من التوعية في هذا الأمر؟!

 

أرجو منك أن تفتحي حوارًا بدون حواجز وبدون خوف مع ابنتك، وأرجو منك أن تركِّزي على تقوية جانب القيم والدين والأعراف الصالحة في نفس ابنتك؛ بحيث إنها من داخلها وضميرها تترك كل قبيح، وألا تقف القضية عند ارتداء الحجاب والصلاة؛ فهذه هي البداية وليست هي النهاية.

 

وأخيرًا أرجو منك أن تجتهدي في شغل وقت فراغها، وألا تتركيها نهبًا للتلفزيون والنت، وأقترح عليك أن تجعلي في كل يوم ساعة- في أي وقت من الليل أو النهار- تجلس فيها العائلة مجتمعةً؛ الأب والأم والأولاد، وتتحدثون معًا؛ يتحدث كلُّ واحد عن آلامه وطموحه، ولا تظني هذا كمالاً، بل هو ضرورة؛ حتى تبقى الأسرة متماسكةً، والله يحفظك ويرعاك ويرعى أبناءك.