لست مفتي جماعة الإخوان:

كثر استخدام لقب (مفتي الإخوان) على ألسنة عدد من الصحفيين كلما نقلوا شيئًا عني، مع كثرة تنبيهي على كل صحفي يسألني عن شيء على أنني لا أحب استخدام هذا اللقب؛ لأنه غير صحيح فلست مفتيًا للإخوان وفي الحديث: "المتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ"، وليس في الجماعة ولا في هياكلها ما يسمى (المفتي) مثلما قال أخي الشيخ عصام في تعليقه، ولست سوى أحد طلاب العلم من الإخوان، والجماعة مليئة بالعلماء الفضلاء في مختلف التخصصات الشرعية، والإخوان يستفتون كل العلماء الكرام سواء كانوا من الإخوان أو لم يكونوا، ولا يجدون أدنى حرج في شيء من ذلك، بل احترام عموم الإخوان لعموم العلماء من المعلوم بالضرورة من حال الإخوان وتوجيه قياداتهم، ولذلك فأنا أرفض وبأعلى الصوت وصفي بهذا اللقب، وأرفض دائمًا اعتذار الصحفيين بأنهم لا دخل لهم في هذا باعتبار أن (الديسك) هو الذي يصِّر على هذا.

 

وبهذه المناسبة فإنني أضيف بعض المعلومات للقارئ الكريم فيما يتصل بوظيفة (المفتي) التي لم تكن موجودة في التاريخ الإسلامي قبل الدولة العثمانية، حين عين السلطان العثماني مراد الثاني أولَ شيخ للإسلام، وأولَ مفتٍ للسلطنة الذي كان المرجع الأعلى للأوقاف الإسلامية ودوائر الإفتاء، وكانت وظيفته تتعلق بتقرير الشهور الهجرية بداياتها ونهاياتها ودخول رمضان والحج وغير ذلك.

 

ولا يزال هذا التقليد ساريًا، وأصبحت دار الإفتاء التي يرأسها المفتي تابعة لوزارة العدل، وهي مؤسسة واحدة في الدولة، منعًا للتضارب، وفي الحالة المصرية فإن المفتي هو العالم الجليل فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، ولا نعترف بغيره مفتيًا عامًّا.

 

أما مثلي وغيري من أهل العلم فنحن نجيب عما نُسأل عنه، ونفتي فيما استُفتينا فيه مما عندنا منه علم، من غير أن يُلَقَّب أيٌّ منا بلقب (المفتي).

 

أرجو بعد هذا البيان أن يكون الأمر قد اتضح فيما يتعلق بهذا اللقب، وألا يحمل أحد كلامي في أية مسألة شرعية إلا على أنه رأيي الذي كوَّنْتُه من خلال البحث والدرس، فصَفْوُه للمستفيد منه، وكَدَرُه عليَّ شخصيًّا، وما أصبتُ فيه فمن فضل الله عليَّ، وما أخطأتُ فمن نفسي ومن الشيطان.

 

الأسئلة الأغلوطات:

مع جودة الحوار فإن بعض الإخوة تقدَّم ببعض الأسئلة، لا على سبيل الاستفهام، إذ إجابتها ليست في حاجة لاجتهاد على الإطلاق لوضوحها، ولكن بعضها على سبيل التعنيت والسخرية، ومثل تلك الأسئلة لا ينبغي أن نضيع الأوقات بالرد عليها.

 

على أن بعض هذه الأسئلة يصح أن نطلق عليها (الأسئلة الأغلوطات)، وقد جاء النهي عنها في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الأسئلة التي تُوجَّه إلى العالِم لاستسقاط رأيه ومجادلته، وربما لوضعه في حرج من نوع ما مع شخص أو طائفة يتوقع السائل أن العالِم قد يخشى تغيرها عليه إذا قال كلمة الحق، وإذا لم يقل كلمة الحق وُصف بالنفاق، وإذا لم يكن عنده علم عما يسأل عنه وصف بالجهل.

 

وأخشى أن تكون أسئلة الأخ (نور دنت) من هذا النوع، فقد تعرّض في أسئلته لبعض الممارسات التي يمارسها بعض الإخوان أثناء العملية الانتخابية، ولا أظن أنه يريد أن يسأل عنها ليعرف الحكم الشرعي فيها، بقدر ما أنه يريد أن نقول له: هذا سلوك خاطئ، فيقول: إن الإخوان يفعلونه وعليكم أن تصححوه للإخوان، وإن سببه خلط الدين بالسياسة ودخول الدين فيما ليس من مجاله، ونحو ذلك.

 

أرجو أن يكون ظني هذا في غير محله، ولكن دفعني لهذا الظن- الذي أرجو أن يكون مخطئًا- أنه بعد كل التوضيحات التي قدمتُها لا يزال مُصرًّا على كل الأسئلة العشرة التي بعضها لا علاقة له مباشرة بالموضوع محل النقاش، وبعضها الآخر وردت الإجابة عليه أثناء الحوار مع التعليقات، ويصر- بعد أن أوضحتُ وأبَنْتُ- أن يكرر قوله لي:

 

"أحذِّر شخصك المرموق من أن نستخدم الدين من أجل أغراض سياسية أو هكذا نظهر للناس وهكذا يفهموننا.. وأتمنى من حضرتك ومن الجميع أن نقف وقفة واحدة للتفكر في هذا الكلام فليس كل ما يقال عنا هو محض افتراءات أو من أجل الأغراض، فلنحكّم عقولنا وشرع ربنا قبل أن نلج ونطأ موطئًا صعبًا من الدين وهو مسئولية العلماء الذين نحسبك منهم، وبكلامك في هذا الموضوع وبهذا العنوان ستدفع شبابًا كثيرًا لأعمال واستقواءات بالنصوص وإسقاطاتها..

 

فإن كنت راسخًا مما تقول متيقنًا شرعًا مما ذكرت فتوكل على الله واعلم خطر كلمة العالِم فهو من الموقعين عن رب العالمين كما وصفهم ابن القيم، وهكذا يراهم الناس وفقنا الله وإياك لما تحبه وترضاه".

 

لئن قبلتُ منك- أخي الكريم- هذا الكلام في بداية المناقشة؛ فلا أتصور أنه يُقْبَل أن يُعَاد بحروفه مرةً أخرى بعد المناقشة، إلا إذا كنت لم تقرأ توضيحاتي في الحلقتين الأولى والثانية من الحوار مع التعليقات.

 

وحتى إذا كنتَ قرأتَ توضيحاتي ولم تَرُقْ لك أو لم تقتنعْ بها فلا أظن أنه من المقبول أن تعيد كتابة نفس العبارات، كما لو لم أكن قلتُ شيئًا، وكذلك أنصحك ألا يكون هذا أسلوبك في تقديم الأسئلة لأهل العلم؛ حتى لا يسيء أحد فهم مقاصدك من الأسئلة.

 

ومع ذلك وحتى لا يخطر ببالك أو ببال غيرك أنني أقول هذا تهربًا من الإجابة على أسئلتك، فإنني أجيبك عنها، وستكون هذه هي المرة الأخيرة التي أقبل أن أُجَرَّ فيها إلى إجابات لأسئلة من هذا النوع إن شاء الله:

 

1- ما حكم وضع أوراق الدعاية الانتخابية لمرشح بعينه داخل شنطة رمضان أو داخل مظروف المعونات التي تقدِّمها لجان البر؟

 

الجواب: هذا لا يصح، ودائمًا ما تكون توجيهات الإخوة المسئولين عكس ذلك حتى لا يسوء الظن بالإخوان. لكن هذه التصرفات الفردية المخطئة لا تُقارَن باستغلال مقدرات الدولة كرشى للناخبين؛ ليصوتوا للحزب الوطني، وهو ما يجب أن تتوجه الهمم لمقاومته وفضحه، بدلاً من التركيز على أخطاء فردية يمكن نصح أصحابها وتوجيههم إلى الصواب.

 

2- ما حكم الدعاية لمرشح بعينه من على المنبر؟ منبر الجمعة أو منبر مربي الأشبال أو الطلبة المؤثر في شريحة كبيرة من الأسر؟ فهو يدعو له باسم الإسلام وباسم التدين؟

 

الجواب: لا يجوز استخدام منابر المساجد للدعاية لمرشح بعينه؛ درءًا للمفاسد التي قد تحصل وتخل بقيمة المسجد. لكن الخطيب يمكن أن يدعو إلى انتخاب الأكفأ صاحب الدين والخلق وحامل المشروع الإسلامي الذي يحقق الخير والنفع للأمة، دون تحديد مرشح بعينه.

 

3- ما حكم قولنا في الدعاية الانتخابية لرمز الشمسية مثلاً "علّم على الشمسية علامة تنفع يوم القيامة"؟

 

الجواب: هذا كلام مرده إلى نية صاحبه، فإن كان المقصود أن صاحب الرمز هو الأكفأ والأجدر دينًا وخلقًا من غيره، وكان ذلك حقيقيًّا، وكان هو الظاهر من حاله، فلا شك أن الذي ينتخبه يكون قد نصح لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم، ويرجى له الأجر بقدر نيته.

 

وإن كان ذلك تحايلاً وخديعةً ومكرًا فهو محرم.

 

4- ما حكم استخدام القرآن وآياته وإسقاطها على مرشحين بعينهم سواء للتأييد أو للتـنديد؟
الجواب: استخدام الآيات القرآنية في أي موضوع وتضمينه إياها مرده إلى نية المستخدم، وحسن استخدام هذه الآيات بشكل صحيح، فلو استخدم مرشح مثلا ﴿كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ﴾ (الصف: من الآية 14)، يقصد بذلك الدعوة إلى انتخاب من ينصرون دين الله ويدعون إلى تطبيق الشريعة فلا حرج في ذلك.

 

لكن لو استخدم آيات تتعلق بالنفاق أو الكفر وأسقطها على المرشح المنافس فذلك خطأ كبير لا يجوز مطلقًا.

 

5- ما حكم استدعاء الآيات القرآنية التي نزلت في الغزوات مثل سورة الأنفال لتحفيز الإخوة للعمل، وتحريضهم على العمل، واستدعاء آيات التوبة وغزوة تبوك؛ لإسقاطها على من يتخلف عن الحضور أو يتهاون في بذل الجهد؟

 

الجواب: لا بأس باستخدام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتحفيز الهمم ومواجهة التفريط لفعل الخيرات عمومًا، ومنها الدعوة للمشاركة في مناصرة أصحاب المشروع الإسلامي الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والداعين للحق ولتطبيق الشريعة، إذ الآيات، وإن نزلت في حوادث معينة إلا أن دلالاتها عامة، وأذكر أن الإمام الأصولي الفقيه العز بن عبد السلام الملقَّب بسلطان العلماء دخل على أحد الأمراء فذكر له أن الخمر تباع وتشرب في بعض الأماكن، فقال الأمير: هذا أنا ما فعلته، هذا كان من زمان أبي. فقال سلطان العلماء: أنت إذًا من الذين يقولون: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾ (الزخرف: من الآية 22)؟

 

مع أن الرجل كان مسلمًا والآية تتناول المشركين، لكن لمَّا أشبههم في بعض الأمور جاز أن يطلق عليه وصفهم على سبيل التشبيه أو الاستعارة.

 

بل النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع أبا ذر رضي الله عنه يعير بلالاً بأمه ويقول: يا ابن السوداء قال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "أعيرته بأمه! إنك امرؤ فيك جاهلية".

 

هذا مع ما لأبي ذر من المكانة والسابقة في الإسلام؛ ولكنه لمَّا عمل بخلق من أخلاق أهل الجاهلية في هذا الموقف قال له النبي صلى الله عليه وسلم هذه المقالة.

 

ولماذا نذهب بعيدًا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا في حديث عبد الله بن عمرو: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها"..؟! الحديث.

 

فلا يلزم أن تنزل الآية على ما يماثلها تمامًا، بل يكفي أن يكون بين الأمرين وجه من وجوه الشبه، وذلك على سبيل التهييج للاهتمام بالأمر أو للتحذير منه، وهذا معروف في علم البلاغة.

 

6- ما حكم أن يستخدم أحد السلفيين مثلاً شعار مثل الإيمان هو الحل، فهل نقف مع الإسلام أم مع الإيمان؟

 

نقف مع من نثق بصدقه وأمانته وكفاءته كائنًا ما كان الشعار الذي يرفعه، ما دام شعارًا مقبولاً، ونرفض المكايدات بالشعارات.

 

7- ما حكم تزكية شخص للناس (وهو المرشح غالبًا) لا أعرفه ولا أعرف دينه ولا أمانته وأقسم الأيمان وأجهد في الدعاية أنه الأفضل والأتقى والأقرب لله أن تختاروا هذا الرجل.. وهل تكفي تزكية الجماعة له أن أزكِّيه، خصوصًا مع اهتزاز الثقة لدى الكثير من الإخوان مؤخرًا؟.

 

أما أن تقسم الأيمان وتجتهد في ذلك فلا أنصحك به، ولا تجعل القسم مادةً سهلةً تدفع بها في صدر كلامك، ويكفي أن تقنع من أمامك بفكرتك.

 

أما تزكية الجماعة فأعتقد أن تزكيتها تكفي إذا كانت جماعة موثوقًا بها، أما إذا كانت جماعة متآمرة على خداع الناس ومتواطئة على التحايل عليهم فتزكيتها لا قيمة لها، بل ربما كانت تزكية المجروح جرحًا فيمن يزكيه.

 

فإذا قصدت بالجماعة جماعة الإخوان المسلمين، فأرى- وهذا رأيي الذي أراه صوابًا يحتمل الخطأ- أنها في عمومها أورع من تزكي مجروحًا، وأنها تتوخى فيمن تدفع بهم للترشح الكفاية والعدالة والقدرة على القيام بالمهمة، ومن ثَمَّ يكفيك- في رأيي- أن تزكَّي بناء على تزكيتها، فضلاً عن أن لك كل الحق- بل هو واجب- أن تذهب فتسأل عن المرشح وتتأكد بنفسك من سلامة التزكية؛ لأن الجماعة لا ترشح مجاهيل، بل ترشح رموزًا مشهودًا لهم بالكفاءة، والله أعلم.

 

8- هل عندما يزكي المتحدث في الدين من الدعاة أو العلماء أحدًا، فهل هذا واجب شرعي أن ننتخبه وعدم انتخابه حرام شرعي يأثم تاركه؟

 

إذا صح عندك عدالة العالم المزكِّي وتبين لك أن هذا المرشح هو الأصلح شرعًا للقيام بالمهمة صار انتخابه واجبًا (من وجهة نظري) وصار انتخاب غيره ممن ليس كذلك لونًا من ألوان الشهادة بالزور وتولية غير الأصلح مع وجود من هو أرضى لله منه، وصار القعود وعدم انتخاب الأصلح تركًا للشهادة ﴿وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ (البقرة: من الآية 283).

 

ذا رأيي الذي أقتنع به بيقين. 

 9- هل هذا هو المنبر الوحيد لتحقيق ما ذكرت من منافع؛ فيصبح التولي عنه فعلاً توليًا عن الزحف كواحد من السبع الموبقات؟

 

10- هناك بعض المفكرين غير المغرضين وغير أعداء الدين ومن المحترمين المسمين بالإسلاميين ينادون بالمقاطعة من منطلق أن المشاركة تحقق مصلحة متوهمة، بل قد تؤدي لمفسدة تثبيت التزوير والمشاركة في مسلسله، فهل هذا يعتبر توليًا يوم الزحف؟

 

قلت في الحوار: إنه ليس المنبر الوحيد، ولكن لا معنى لتركه مع الاعتراف بقوة تأثيره، ولكل وجهة هو موليها، وقلت: إنني أسحب عبارة (أشبه بالتولي يوم الزحف) لأنه قد أسيء فهمها، ولست في وارد الدخول في جدل لغوي لفظي أو فقهي ليس هذا مجاله، فلم يعد للسؤالين معنى بعد هذا التوضيح.

 

أما قولك: "أتمنى أن أقرأ ردًّا مستفيضًا مقنعًا شرعيًّا على ما تقدمت به لشخصكم الموقر الذي له في القلب منزلة كبيرة، بعيدًا عن السمع والطاعة والمنشط والمكره ورؤية الإخوة"، فأسال الله أن أكون قد قدمت لك ما تريد، وهذه بضاعتي سقتها إليك وإلى إخوانك، فإن صادفت قبولاً فالحمد لله، وإن لم تصادف قبولاً فاسأل الله أن يهدينا وإياك لما اختلف فيه من الحق بإذنه.

 

وأستأذنك في رفض العبارة الأخيرة من كلامك؛ لما فيها من سوء تقدير لمفهوم السمع والطاعة، وباختصار شديد: فإن أهم عاملين يضمنان بقاء أية جماعة تطوعية واستمرارها ونموها هما: 1- قوة رابطة الأخوة التي تجعل الأخ يخفض جناحه ويلين في أيدي إخوانه ثقة بهم وبإخلاصهم. 2- قيام العلاقة التنظيمية على أساس السمع والطاعة للقيادة في المعروف، ثقة في كفايتها ونفاذ بصيرتها.

 

ويبقى الحوار والنقاش وتبادل الآراء وتقديم النصح بكل السبل المشروعة اللائقة للأئمة والعامة وللأفراد والقيادة سمةً مميزةً لكل أفراد هذه الجماعة، يحمي من الزلل والخلل، ويعين على المراجعة والتصحيح.

 

وقبل الختام لا يسعني إلا تقديم الشكر لكل المشاركين والناصحين، وقد استفدت منهم جميعًا، ولو لم يرد بيان ذلك أثناء الحوار، حتى من وصل إليَّ رأيهم متأخرًا كالأخ الأستاذ أمجد أبو العلا وغيره، جزى الله الجميع كل خيرًا.

 

إلى العمل:

والآن وقد استبان الأمر ووضح السبيل واتخذ القرار بالمشاركة في الانتخابات القادمة، فقد صار لزامًا علينا أن نأخذ الأمر بجد وقوة، والبركة فيما جاءت به الشورى، وليفعل كل الأحبة الذين كان لهم رأي آخر كما فعل الأخ مصطفى كمشيش وكما وعد الأخ (نور دنت) أن يفعل، بتجميد هذه القناعة، والعمل بجد واجتهاد مع الإخوان ومع الناس جميعًا لإنجاح الخيار الشوري، سائلين الله أن يمدنا بتوفيقه، وأن يجعلنا من الصالحين المصلحين إن شاء الله.

 

وإلى لقاء آخر في قضية أخرى وحوار آخر أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

 

-------

* أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر- وعضو مكتب الإرشاد.