أكد المربي عبد الراضي عبد الباسط، أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين بمحافظة أسوان، أن الصلاة هي التي تعطي القوة الروحية والفكرة، والقوة الحركية للإنسان، مستشهدًا بقول الله عز وجل والذي وصفهم في كتابه بقوله: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9}" "سورة المؤمنون" .

 

جاء ذلك خلال اللقاء الأسبوعي للإخوان المسلمين بأسوان بمسجد عبد الرحيم تحت عنوان "الصلاة سلاح المرحلة".

 

وأكد أن الخشوع في الصلاة، هو توفيق من الله جل وعلا، يوفق إليه الصادقين في عبادته، المخلصين له، العاملين بأمره والمنتهين بنهيه، فمن لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصلاة، لا يتذوق لذة الخشوع، مشيرًا إلى أن الخشوع في الصلاة عبارة عن شعور قلبي وحضور عقلي، وهو يبدأ عند الخاشعين في الصلاة منذ الوضوء.

 

وأوضح أن خشوع القلب هو أن يستحضر العبد رقابة الله عز وجل ويستحضر عظمته، ويتدبر معاني القرآن، ويتدبر ما يتلوه من آيات أو ما يسمعه، وما يذكره من أذكار، وأن الصلاة يجب أن تنزه عن اللعب والعبث، وكذلك هناك خشوع الجوارح، وهو مكمل لخشوع القلب، ومظهر له، كما جاء في الأثر "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه".

 

واستشهد فضيلته، بحاتم الأصم- أحد السلف حينما سئل كيف يؤدي صلاته فقال: "أكبر تكبيرًا بتحقيق، وأقرأ قراءة بترتيل، وأركع ركوعًا بتخشع، وأسجد سجودًا بتذلل، وأعتبر الجنة عن يميني، والنار عن شمالي، والصراط تحت قدمي، والكعبة بين حاجبي، وملك الموت على رأسي، وذنوبي محيطة بي، وعين الله ناظرة إلى، وأعتدها آخر صلاة في عمري، وأتبعها الإخلاص ما استطعت، ثم أسلم، ولا أدري أيقبلها الله مني أم يقول: اضربوا بها وجه من صلاها".

 

وثمن للحضور قيمة نعمة الصلاة ونعمة الخشوع فيها، مشيرًا إلى السبب في عدم استشعارنا لهذه النعمة العظيمة سببه أننا غارقون في النعمة وغارقون في النعيم، نسينا قيمة هذه النعمة وقيمة هذا السلاح، ضاربًا المثل بجنرال أمريكي أسلم بعدما وقع في قلبه وهو يشاهد المسلمين يصلون صلاة العيد بالحرم المكي، والإمام يناديهم "استووا" فاستوى الجميع في ربع دقيقة.

 

ونصح الحضور، أن الخشوع في الصلاة هو السلاح ويعطي المادة، وهو السلاح الذي نستخدمه لمواجهة اللا معقول مما يحدث الآن، وأن طبيعة الفترات الانتقالية هي فترات اللا معقول، لأنها تعالج نظامًا فاسدًا يحتضر، وأن مهمة أصحاب الدعوات والرسالات ليس الإجهاز على هذا النظام الفاسد فقط، ولكن تحويل المفسدين إلى مصلحين مجاهدين.

 

وأكد أننا جميعًا نأخذ من الصلاة طاقة روحية تعطينا الثقة والثبات في نصر الله عز وجل، ضاربًا المثل بما فعله الأستاذ عمر التلمساني رحمه الله، عندما أيقظه إخوانه ليقولوا له إن "الطاغية هلك"، فما كان منه إلا أن قال "الله يرحمه" وأكمل نومه، وذلك بمنتهى البساطة والأريحية ومنتهى القناعة العقلية، مشيرًا للحضور إلى أن العجب ليس في قوله" الله يرحمه" ولكن في أنه أكمل نومه، ليعطينا المثل العملي في اليقين والصبر وعنده خشوع الثقة في نصر الله عز وجل وصلت به إلى أن يقول لجلاده ومعتقله، ومعتقل إخوانه، ومن خرب بيوتهم وشردهم "الله يرحمه" وذلك من خلال الطاقة الروحية الهائلة التي حصلها من صلاته وتلاوته للقرآن الكريم.  

 

وأضاف أن الصلاة الخاشعة هي التي تعطي الإنسان هذه الطاقة وهذه الرؤية بعيدة المدى التي لا يستوعبها إطلاقًا الذين يريدون الحياة الدنيا، ولا يستوعبها الماديون، الذين لا يذوقون طعم الصلاة، لأن الخشوع في الصلاة يؤدي إلى خشوع قلبي وعقلي ويؤدي إلى تغير السلوك وإعراض عن اللغو.

 

واختتم المحاضرة بتقديم النصائح لجموع الحاضرين، وروى لهم قصة الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه، والذي مرض وقعد في بيته يومين، عندما سمع الإمام يقول في الصلاة "يوم يقوم الناس لرب العالمين"، ففزع وأخذ يضرب على يديه، ويردد الآية مستحضرًا تلك اللحظة الرهيبة التي تجمع فيه الخلائق أمام رب العالمين، وكيف أن خشوع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاتهم كان سببًا رئيسيًّا في رضا رب العالمين جل وعلا ورسوله عنهم، فمكنوا وسادوا الدنيا بذلك.

 

وأرسل رسائل طمأنينة للمصريين جميعًا، بأن مصر سوف تنهض وسوف تسود الدنيا، وأن الشعب سوف يعرف ويعلم أن مقدار رئيسه المنتخب العفيف محمد مرسي، الذي أعطى مثالاً حيًّا للأمانة والخوف والتدين؛ حيث لا تفوته صلاة الفجر، بالإضافة إلى المحافظة على أموال الدولة لا سيما ونحن نشاهد ابن الرئيس وهو يتقدم كأي مواطن ليأخذ فرصته في وظيفة، وليس كما كان يحدث في السابق، وهذا دليل على أننا على طريق الحق وبداية وتمهيد للخلافة الراشدة بحق.